[مسألة: في تكفير المجسمة]
[مسألة: في تكفير المجسمة]:
  المسألة الثالثة: في تكفير المُجَسِّمَة الذين يعتقدون أن الله تعالى جسم ذو أعضاء وجوارح، وقد أشار # [إلى ذلك](١) بقوله: (أو اعتقد أنه) تعالى جسم (في مكان أو أنه) تعالى أجسام متعددة أو جسم واحد (في كل مكان) وإنما قُدِّر ما ذكر من لفظ «الجسم» أو «الأجسام» ليخرج ما إذا اعتقد أن الله تعالى بكل مكان بمعنى: حافظ ومدبر، فذلك من كمال الإيمان كما مر، قال تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ}[الحديد ٤]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}[ق ١٦]، {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ ولا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} الآية [المجادلة ٧].
  واعلم أن المجسم إما أن يفسر ويحقق قوله بالتجسيم بإثبات الجوارح والأعضاء والمكان والحلول فلا خلاف بين أهل البيت $ والجمهور من غيرهم أنه كافر، وإما أن يتحاشى عن إثبات الجوارح والأعضاء، ويقول: هو جسم لا كالأجسام كما تقوله الكرامية، أو يقول: إن لله تعالى يدين ووجهاً وعيناً ونحو ذلك مما ورد في الآيات المتشابهات والأحاديث ولا يجعلها أجساماً، بل يبقيها على ظاهرها من دون تأويل ولا تجسيم، كما هو دأب كثير من المتأخرين الذين ينسبون إلى السنة، وهو قول جماعة من المحدثين، ويزعمون أنه قول السلف الصالح فقال الإمام يحيى بن حمزة # وأبو هاشم وغيرهما من الزيدية والمعتزلة: لا يُكفر؛ إذ لا موجب للتكفير إلا التشبيه، وما هذا شأنه ليس بتشبيه وإن كان يلزمه، وأما إذا فسر وحقق التجسيم بإثبات الجوارح والمكان والحلول فليس يلزم منه التشبيه بل هو هو؛ ولهذا قال الإمام يحيى #: المجسمة
(١) المثبت من المختصر.