الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[أقوال المجبرة التي قالوا بها مع الجبر]

صفحة 506 - الجزء 2

  وكثير من المعتزلة. وقال الإمام يحيى بن حمزة #، والإمام عز الدين، والإمام شرف الدين، حسبما حكى ذلك شيخنا ¦ عنهما @، وغيرهم من متأخري الأئمة والزيدية، وأبي⁣(⁣١) الحسين، وابن الملاحمي، وابن شبيب من المعتزلة: المجبرة مخطئون وليسوا بكفار. واختلفت الأقوال عن المؤيد بالله #، فحكى في شرح الأساس عن الأمير # أنه صحح عنه تكفيرهم، ويفهم من عبارة المتن. وحكى القرشي والنجري وغيرهما عنه # عدم إكفارهم، وهو المشهور عنه #، لكن يفهم من عبارة الأساس حيث قال «وفي قديم قَوْلَي المؤيد بالله # المجبرة عصاة وليسوا بكفار» أنه رجع عنه، والله أعلم.

[أقوال المجبرة التي قالوا بها مع الجبر]:

  واعلم أن المجبرة قاتلهم الله أشر هذه الأمة وأضرها على الإسلام وأهله، وقد جمعوا إلى الجبر ضلالات كثيرة، وهي: القول بالمعاني القديمة، وذلك يشابه قول أهل العقول القديمة، والأفلاك القديمة، وقول الباطنية في إثبات السابق والتالي، ويشابه قول النصارى بالتثليث وزيادة، وقولهم بالرؤية، ويطلبون ذلك من الله تعالى، وذلك يشابه قول الذين قالوا: «أرنا الله جهرة» وإن اختلف وقت الرؤية، فليس لاختلاف الوقت أثر في تصحيح ما هو باطل من الصفات الذاتية والمقتضاة. وقولهم بخلق الأفعال قول المشركين كما مر تحقيقه. وقولهم في كل معصية: إنها مخلوقة وواقعة بقدر الله وقضائه وإرادته ومشيئته، فيوافق ما ورد في الأحاديث التي وردت في ذم القدرية. وقولهم: يجوز أن يفعل الله تعالى ما هو قبيح في الشاهد ولا يقبح منه سبحانه، فيلزم تجويز الكذب في خبره تعالى؛ فلا يوثق بنبوة نبي، ولا خبره، ولا صدق الكتاب الذي جاء به، ولا سبيل إلى القطع بصحة شريعة الإسلام، وأنه ÷ خاتم النبيين، وأن شرعه ناسخ لما قبله،


(١) «وأبو» ظ.