من أحوال الآخرة: أخذ الكتب بالشمال واليمين:
  قال الأمير المؤلف #: الميزان معلوم من الدين على الجملة.
  قلت: يظهر من هذا أنه يذهب إلى التوقف هل هو حقيقة أم مجاز، وهو الأولى؛ إذ لا قاطع على أحد الأمرين، والله أعلم.
من أحوال الآخرة: أخذ الكتب بالشمال واليمين:
  (و) من أحوال الآخرة (أخذ الكتب بالشمال واليمين)؛ لقوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِيه}[الحاقة ١٩]، أي: هلموا أقرأوا كتابي، {إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيه}[الحاقة ٢٠]، يقول ذلك فرحاً مسروراً مستبشراً {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ}[الحاقة ٢١] إلى قوله: {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيه}[الحاقة ٢٥]، يتأسف ويتحسر ويتمنى أنه لم يؤت كتابه، إلى قوله: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ٣٠ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ٣١}[الحاقة]، ولقوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ٧ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ٨ وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا ٩ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ١٠ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا ١١ وَيَصْلَى سَعِيرًا ١٢}[الانشقاق]، قيل: إن يده اليمنى مغلولة إلى عنقه فيؤتى كتابه من جهة الشمال من وراء ظهره وقد خلفت شماله إلى قفاه، ذكر معناه في الكشاف، ولعل الإيتاء من وراء الظهر زيادة في الإهانة، والمؤمن يواجه بكتابه ويؤتى به من جهة اليمين زيادة في الإكرام والإعظام له، نسأل الله التوفيق. ولقوله تعالى: {وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا ١٣ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ١٤}[الإسراء]، وهو معلوم من السمع ضرورة، ولا خلاف يعلم فيه وأنه على حقيقته.
  وقد ورد في السنة ما يدل على تطاير الكتب في الجَوِّ، روي عنه ÷ أنها قالت له بعض نسائه: هل يذكر الإنسان حبيبه يوم القيامة؟ فقال: «أما في ثلاثة مواضع فلا: عند تطاير الصحف، وعند الميزان، وعند المرور على الصراط» أو