الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

(فصل:) في الكلام في الموت والفناء وبعض أحوال الآخرة

صفحة 600 - الجزء 2

  الجانبان، يقال: مشى بين السماطين وقوله: «وميزتك «لعله ومنزلتك فغلط الناسخ، وإن صح فالمعنى ولتميزك عندي عن الناس، من: مِزت الشيء أميزه، إذا عزلته وأفردته، وكذلك ميزته وانماز، ثم قال: وأخرج ابن المغازلي في كتاب المناقب من حديث يزيد الباهلي أن رسول الله ÷ آخى بين المسلمين الحديث السابق، إلى أن ذكر قول المنصور بالله #:

  ومن لواءُ الحمدِ في كَفِّهِ ... أَخَفُّ من مَعْضَدَةِ المُخْتَلي

  وقال: المختلي بالخاء المعجمة من اختلى الشجرة: قطعها، والمعضدة: الآلة التي يعضد بها الشجر، أي: يقطع. وذكر الفقيه العلامة حميد بن أحمد ¦ في شرح البيت بإسناده إلى الإمام علي بن موسى الرضا @، بإسناده إلى أمير المؤمنين كرم الله وجهه قال: قال رسول الله ÷: «ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة، فقام إليه رجل من الأنصار فقال: فداك أبي وأمي، أنت ومَن يا رسول الله؟ قال: أنا على دابة الله البراق، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرت، وعمي حمزة على ناقتي العضباء، وأخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة، بيده لواء الحمد، واقف بين يدي العرش، ينادي: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فيقول الآدميون: ما هذا إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش رب العالمين، قال: فيجيبهم ملك من تحت بطنان العرش: معاشر الآدميين، ما هذا ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً ولا حامل العرش، هذا الصديق الأكبر، هذا علي بن أبي طالب».

  قُل مِنَ المدح ما شئتَ فلمْ ... تأتِ فيما قُلْتَه شيئاً فَرِيّا

  كلُّ مَن رامَ يداني شَأْوَه ... في العلا فاعدده زُؤْياً أشْعَبِيّا

  هذا كالفذلكة لما تقدم من فضائله، كأنه قال: إذا عرفت أنه أحرز كل كمال، وبَذَّ في كل فضيلة كَمَلَة الرجال فقل بما شئت في مدحه، كأن تمدحه بالعبادة فإنه