[الأدلة أن الشفاعة لا تكون لأهل الكبائر من الكتاب والسنة]:
  لك، فيكون معنى الآية: ولا شفيع يجاب إلى شفاعته.
[الأدلة أن الشفاعة لا تكون لأهل الكبائر من الكتاب والسنة]:
  وقد استدل بعض أصحابنا على ذلك بقوله تعالى: {مَا لَهُمْ مِنْ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ}[يونس ٢٧]، {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}[آل عمران ١٩٢]، وقوله تعالى: {أَفَأَنْتَ تُنقِذُ مَنْ فِي النَّارِ}[الزمر ١٩]، وقوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ}[البقرة ١٢٣]، وفي الاستدلال بذلك نظر؛ إذ العاصم والناصر: المانع على جهة القهر، وكذلك المنقذ، والآية الأخيرة واردة على الجميع، بل ورودها على من جعل الشفاعة لمجرد النفع فقط أظهر، فظاهرها متروك ومؤوَّل بالاتفاق. وأقَوْى ما يحتج به بعد الآية المذكورة في المختصر قولُه تعالى في الملائكة: {وَلا يَشْفَعُونَ إِلاّ لِمَنْ ارْتَضَى}[الأنبياء ٢٨]، وقوله تعالى: {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} الآيات [غافر ٧]، وقد ثبت أنهم أفضل من الأنبياء $، فاقتضت الآية الأولى نفي شفاعتهم عن أهل الكبائر؛ لأنهم ليس ممن ارتضاهم الله تعالى، واقتضت الآية الثانية ثبوت الشفاعة للمؤمنين فقط، وإذا كان كذلك في حق الملائكة فهو في حق الأنبياء كذلك؛ إذ لا دلالة على ثبوت الشفاعة من أصلها في حق الأنبياء $ أظهر وأقوى من دلالة ثبوتها في حق الملائكة $؛ لثبوتها بصريح الآيات المذكورة، وبقوله تعالى: {وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأَرْضِ}[الشورى ٥]، وهذا العام المطلق مخصص ومقيد بما ذكر في الآيات المذكورة، بخلاف شفاعة الأنبياء $ فلا تصريح بها في الكتاب وإن كانت مجمعاً عليها بين الأمة.
  قال #: (ولقوله تعالى: {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}) فنفى أن يكون للظالمين ناصر، فلو شفع النبي ÷ لأهل الكبائر لكان ناصراً لهم. وقد