[الأدلة على نجاة الزيدية من الكتاب والسنة]
[الأدلة على نجاة الزيدية من الكتاب والسنة]:
  وأما النقل: فالكتاب، والسنة، والإجماع:
  أما الكتاب والسنة فقد قدمنا في مسائل الإمامة ما فيه كفاية في الدلالة على نجاة آل محمد ÷، وأن الحق معهم وفي أيديهم لا يفارقهم ولا يفارقونه، وأنهم قرناء الكتاب، وأمناء هذه الأمة من نزول العذاب، وأنهم سفينة نوح وباب السلم المفتوح، وباب حطة من دخله غفر له، وتقدم ذلك برواية الموالف والمخالف، فلا حاجة إلى إعادته؛ فيجب الحكم والقضاء بنجاة من تبعهم ووافقهم قولاً وعملاً واعتقاداً؛ لأن للتابع حكم المتبوع بلا ريب في ذلك ولا تردد.
  وأما الإجماع فإجماع الأمة منعقد على نجاة أهل البيت ونجاة من تبعهم، وإنما نازع المخالفون في حقيقة أهل البيت ومن المراد بهم في تلك الآيات والأحاديث، بعد اتفاق الجميع على أن أهل الكساء $ من أهل البيت وأول داخل فيهم، فمنهم من زاد عليهم بأن أدخل نساءه ÷، ومنهم من زاد عليهم بأن أدخل سائر الهاشميين من آل عقيل وآل العباس وآل جعفر، ومنهم من زاد إلى ذلك المطلب، ومنهم من زاد أتقياء أمته ÷، ومنهم من زاد جميع الأمة وقال: إن أهل بيته جميع أمته، وقد تقدم الاستدلال على أن ليس المراد من أهل البيت إلا أهل الكساء وذرية السبطين العترة النبوية والسلالة العلوية $، وأقوى دليل على ذلك الحصر في قوله مشيراً إلى أهل الكساء $: «اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً»، وعدم إدخاله غيرهم من النساء وغيرهن في ذلك، ورده على أم سلمة ^ لما قالت: وأنا من أهل بيتك يا رسول الله؟ قال: «بلى إنك إلى خير، إنك من صالحي أزواج النبي ÷»، وكذلك الحصر في قوله ÷: «إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض»، مع تواتر الحديثين وعدم منازع في صحتهما، فأفاد أن أهل البيت