الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[إبطال ما ذكره ابن حجر والرازي في الشيعة]

صفحة 639 - الجزء 2

  ثمَّ قال علي كرم الله وجهه: لا يجتمع حبي وبغض أبي بكر وعمر، لأنهما ضدان لا يجتمعان، وقال في موضع آخر: ومر خبر: لا يجتمع حب علي وبغض أبي بكر وعمر في قلب مؤمن.

  نقول عليه: أما قولك: ومن ثمة قال علي كرم الله وجهه: لا يجتمع حبي وبغض أبي بكر وعمر فمما لا يسلم لك صحته عن علي #، ومن أين أخذت هذا الكلام عنه، وأي رواية استندت فيها إلى صحته عنه؟ لذلك لم تعزه إلى راوٍ مبين، ولا كتاب معين، بل حكيت ذلك إرسالاً محضاً.

  وأما قولك: ومر خبر: لا يجتمع حب علي وبغض أبي بكر وعمر في قلب مؤمن فالذي وجدنا فيما مر من كلامك ليس خبراً نبوياً كما توهمه العبارة، وإنما هو ما حكيته عن علي #: لا يجتمع حبي وبغض أبي بكر وعمر الخ، ثم نقول: لو كان هذا الكلام صحيحاً عن أمير المؤمنين # وعن رسول الله ÷ لانتفى الإيمان عن الزهراء سيدة نساء الدنيا والأخرى؛ لأن رواية البخاري وغيره بلا خلاف فيه أن فاطمة & ماتت وهي غاضبة على أبي بكر وعمر، فكيف يصح ما زعمته من تلك المقالة عن علي # أو عن رسول الله ÷، وكان بموجبها أن لا إيمان للزهراء صلوات الله عليها؟ وهذا لا يلتزمه إلا من مرق من الدين، والتحق بأعداء الله المعتدين، وأيضاً فالإيمان عندكم هو التصديق بالله ورسوله وما جاء به ÷، والمحبة لفلان أو لفلان خارجة عن حد الإيمان؛ لأنها من العمل، وليس العمل من الإيمان عندكم أيها الأشاعرة وسائر المجبرة، فلا تصح هذه المقالة على أصلكم.

  وأما قول الرازي في تفسير قوله تعالى: {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}: فيه منصب عظيم للصحابة، واحتج على ذلك بقوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ١٠ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ١١}، قال: فكل من أطاع الله كان مقرباً، فدخل تحت قوله: إلا المودة في القربى، وقوله: إن هذه الآية تدل على