الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[إبطال ما ذكره ابن حجر والرازي في الشيعة]

صفحة 640 - الجزء 2

  وجوب حب آل محمد وحب أصحابه فنقول فيه: هذا من تحريف الكلم عن مواضعه، والخبط والغلط في المأخذ والاشتقاق، حيث جعل المقربين داخلاً تحت القربى، ومن المعلوم أن القربى قرابة رسول الله ÷، وقد صح عنه ÷ أنها لما نزلت قالت الصحابة: من قرابتك يا رسول الله الذين أوجب الله علينا مودتهم؟ قال: «علي وفاطمة وابناهما»، وأما المقربون فهو اسم عام لمن يستحق التقريب من رحمة الله تعالى ورفع الدرجة، فكيف يصح إدراج العام تحت الخاص؟!، وكيف تستقيم هذه الدعوى وقد عقلت الصحابة خلافها، وعلموا أنهم هم المخاطبون بتأدية المودة للقرابة، حتى سألوا عن القرابة الذين افترضت عليهم مودتهم!، ولو كان الأمر كما زعم هذا المدعي لقال: قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة فيكم من الناس، أو ممن بعدكم، أو من المسلمين، أو من المؤمنين؛ لأن هذا محصل كلام هذا المدعي، وحاشا كلام الله أن يخرج على هذه المعاني الفاسدة، ويتنزل على هذه المباني المنهدة.

  وقوله: إن هذه الآية تدل على وجوب حب آل محمد وحب أصحابه.

  فنقول: أما وجوب حب آلا محمد ÷ فنعم، وأما أن فيها ما يدل على وجوب حب الصحابة فمحض الدعوى، بل محض الافتراء؛ لأنها إنما أوجبت على الصحابة حب القرابة كما هو صريح اللفظ، فأما حب أصحابه الموفون بعهدهم، وهم الذين وصفهم الله بقوله: {وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} فواجب بأدلة أخر، ولا تدخل في ذلك محبة من غَيَّر وبَدَّل وأَخَّر الوصي عن منزلته، وخلفه ÷ بشر خلافة في ابنته وعترته.

  وقوله في تفسير آية {إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ}: إن علياً # لم يحتج على إمامته بهذه الآية؛ لأنه احتج يوم الشورى بخبر الغدير وخبر المباهلة وجميع فضائله، ولم يتمسك البتة بهذه الآية نقول فيه: بل احتجاجه بهذه الآية مذكور في خبر المناشدة يوم الشورى، إلا أن خبر الشورى مع طوله وكثرة احتجاجه