الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[إبطال ما ذكره ابن حجر والرازي في الشيعة]

صفحة 641 - الجزء 2

  اختلفت الروايات فيه، فمن الرواة من رواه بطوله، ومنهم من رواه على سبيل الاختصار، ومنهم من روى ما سمع، ومنهم نسي البعض أو لم ينقل إليه، وقد نقل الإمام الحسن بن بدر الدين @ خبر الشورى بثلاث روايات، بعضها من رواية الطبري، وكلها مذكور فيها احتجاجه # بهذه الآية الكريمة، فلعل الرازي قصر نظره على الروايات المختصرة، مع أن من يعلم حجة على من لا يعلم، والزيادة من العدل مقبولة كما هو المقرر في أصول الفقه.

  ثم نقول خطاباً لهم الجميع حيث ادعوا أن المحبة لآل محمد ÷ الحقيقية إنما حصلت من أهل السنة والجماعة، الذين جمعوا بين حب القرابة والصحابة، وأنهم هم الذين تصدق فيهم الأحاديث الواردة في فضل الشيعة ومحبي آل محمد رسول الله ÷:

  ما تريدون بهذه المحبة التي زعمتم؟ هل تريدون بها إرادة النفع ودفع الضرر عن آل محمد ÷ في الدنيا فقط؟ فهذه المحبة غير خاصة بآل محمد ÷، بل يشاركهم فيها جميع المسلمين، بل الذمي الذي سلم الجزية، وكذلك المعاهَد، فإن دفع الضرر عنه مدة العهد واجبة، أم تريدون النفع الدنيوي والأخروي؟ فهذا أيضاً لا يختص به آل محمد ÷؛ لمشاركة كل مؤمن لهم في ذلك، أم تريدون ذلك مع موالاة أوليائهم ومعاداة أعدائهم، ومتابعتهم في الاعتقادات أصولاً وفروعاً، وعدم مفارقة مذهبهم في شيء أجمعوا عليه؟ فإن أردتم أحد المعنيين الأولين فلا فخر ولا كرامة؛ لمشاركة جميع المسلمين لكم في ذلك، وإن أردتم المعنى الثالث فلعمر الله ما هي إلا مباهتة ومكابرة للضرورة؛ لأنه لم تكن المحبة على هذا المعنى صادرة إلا من هذه الطائفة المعروفة في كل عصر بالعصابة الزيدية والشيعة الزكية.

  وما ظنك بعصابة وطائفة شطرها وأعيانها الذرية النبوية والسلالة العلوية،