الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[نبذة عن الإمام الأعظم زيد بن علي #]

صفحة 648 - الجزء 2

  أرَ أحداً، قال: حدثني رسول الله ÷ أنه يولد لي مولود ما ولد أبوه بعد، يلقى الله غضباناً وراضياً له على الحق حقاً، على دين جبريل وميكائيل ومحمد ÷، وأنه يمثل به في هذا الموضع مثالاً ما مثل بأحد قبله، ولا يمثل بأحد بعده، صلوات الله على روحه وعلى الأرواح التي تتوفى معه.

  قال: وبالإسناد إلى أبي ذر الغفاري قال: رأيت رسول الله ÷ وهو يبكي، فبكيت لبكائه، فقلت: فداك أبي وأمي، قد قطعت أنياط قلبي ببكائك، فقال: «لا قطع الله أنياط قلبك يا أبا ذر، إن ابني الحسين يولد له ابن يسمى علياً، أخبرني حبيبي جبريل أنه يعرف في السماء بأنه سيد العابدين، وأنه يولد له ولد يقال له: زيد، وأن شيعة زيد فرسان الله في الأرض، وإن فرسان الله في السماء الملائكة، وإن الخلق يوم القيامة يحاسبون، وإن شيعة زيد في أرض بيضاء كالفضة أو كلون الفضة يأكلون ويشربون ويتمتعون، ويقول بعضهم لبعض: امضوا إلى مولاكم أمير المؤمنين حتى ننظر إليه كيف يسقي شيعته، قال: فيركبون على نجائب من الياقوت والزبرجد مكللة بالجواهر، أزمتها اللؤلؤ الرطب، رحالها من السندس والإستبرق، قال: فبينما هم يركبون إذ يقول بعضهم لبعض: والله إنا لنرى أقواماً ما كانوا معنا في المعركة، قال: فيسمع زيد بن علي @ فيقول: والله لقد شاركوكم هؤلاء⁣(⁣١) فيما كنتم من الدنيا، كما شارك أقوام أتوا من بعد وقعة صفين، وإنهم لإخوانكم اليوم، وشركاؤكم اليوم».

  قال: ومنه ما روينا عن رسول الله ÷ أنه نظر إلى زيد بن حارثة⁣(⁣٢) فقال: «المقتول في الله، والمصلوب في أمتي، والمظلوم من أهل بيتي سمي هذا، وأشار بيده إلى زيد بن حارثة، فقال: ادن مني يا زيد، زادك اسمك عندي حباً، فأنت


(١) على لغة: أكلوني البراغيث.

(٢) الذي في أنوار اليقين: أنه نظر إلى زيد بن حارثة فقال: ادن يا زيد ... الخ، وقوله: المقتول في الله إلى آخره ذكره في حديث حذيفة فقط.