الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[بيان أجناس المقدورات وأنواعها وتعدادها]

صفحة 126 - الجزء 1

  وتنقسم إلى مدركة وغير مدركة، فالمدركة الستةُ الأُوَل من الثلاثة عشر الأُوَل، والأصواتُ، والآلام من الأخيرة. وغير المدركة باقيها، هكذا قاله الجمهور.

  واعترض عليهم الإمام عز الدين بن الحسن في المعراج شرح منهاج القرشي، فنازعهم في الحصر بالخشونة والنعومة والملامسة.

  قلت: وهو اعتراض جيد، ولا معنى للحصر إلا باعتبار الوجدان وهو لا يفيد الحصر.

  قلت: وفي عد الرطوبة واليبوسة من غير المدركة نظر؛ لأنه يمكن إدراكها بحاسة اللمس، فتأمل.

  وأما أنواعها: فأنواع الأجسام لا يتأتى العلم بها إلا لله تعالى؛ لأن الحيوانات على جميع أصنافها داخلة فيها ولا معلومية لنا بكمية أنواعها، وكذلك الجمادات.

  وأما الألوان فباعتبار الوجدان خمسة: البياض، والسواد، والحمرة، والصفرة، والخضرة، وما عداها من الأزرق والأدخن واليَقَقِ ونحو ذلك يرجع إليها.

  والطعوم خمسة أيضا: الحلاوة، والحموضة، والمرارة، والنفاحة، والملوحة، وما عداها يرجع إليها.

  وأما الروائح فلا تنحصر لاختلافها باختلاف الأجسام، وهي لا تنحصر، بل يضاف كل إلى محله، فيقال: رائحة مسك، ورائحة ورد، ونحو ذلك.

  وأما الأكوان فأنواعها أربعة: الحركة، والسكون، والاجتماع، والافتراق. وأما سائرها فمنها ما يمكن الوقوف على تقسيمه وتنويعه ومعرفة كمية أنواعه كالاعتقادات، ومنها ما لا يمكن وهو أكثرها، والله أعلم.

  التاسع: أنه يجب على المكلف أن يعلم أن الله تعالى قادر فيما لم يزل وفيما لا يزال، ولا يصح خروجه عن ذلك بحال من الأحوال.

  وهاهنا يرد سؤال ينبغي معرفة جوابه، وهو أن يقال: قلتم: إنه تعالى قادر في الأزل، فهل يصح أن يكون فاعلاً في الأزل؟ إن قلتم: «نعم» صححتم مذهب