[نبذة عن الإمام الأعظم زيد بن علي #]
  سمي الحبيب من أهل بيتي».
  قال: ومن ذلك ما رويناه بإسناده إلى حذيفة بن اليمان عن النبي ÷ أنه قال: «خير الأولين والآخرين المقتول في الله، المصلوب في أمتي المظلوم من أهل بيتي سمي هذا، ثم ضم زيد بن حارثة إليه، ثم قال: يا زيد، لقد زادك اسمك عندي حباً، سمي الحبيب من أهل بيتي».
  قال: ومن ذلك ما رويناه عنه ÷ أنه قال: «يقتل من ولدي رجل اسمه زيد بموضع يعرف بالكناسة، يدعو إلى الحق، يتبعه كل مؤمن ومؤمنة». قال: وفي حديث الحسن بن علي @ أنه قال: إن أبي حدثني أنه سيكون منا رجل اسمه زيد يخرج فيقتل، فلا يبقى في السماء ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا يلقى روحه، يرفعه أهل سماء إلى سماء (حتى ينتهى بروحه(١) إلى الملأ)، فقد بلغت، يبعث هو وأصحابه يتخللون رقاب الناس، يقال: هؤلاء خلف الخلف ودعاة الحق.
  قال: ومن ذلك ما روينا عن ابن عباس ® قال: بينما علي # بين أصحابه إذ بكى بكاءً شديداً حتى التثت لحيته، فقال له ابنه الحسن #: يا أبت مالك تبكي؟ فقال: لأمور خفيت عليك أنبأني بها رسول الله ÷، قال: وما أنبأك به رسول الله ÷؟ قال: لولا أنك سألتني لم أخبرك لئلا تحزن ويطول غمك، أنبأني رسول الله ÷، فذكر حديثاً طويلاً قال فيه: «يا علي، كيف أنت إذا وليها الأحول الذميم، الكافر اللئيم، فيخرج عليه خير أهل الأرض من طولها والعرض؟ قلت: يا رسول الله، ومن هو؟ قال: يا علي، رجل أيده الله بالإيمان، وألبسه قميص البر والإحسان، فيخرج في عصابة يدعو إلى الرحمن، أعوانه من خير أعوان، فيقتله الأحول ذو الشنآن، ثم يصلبه على جذوع من رمان، ثم يحرقه بالنيران، ثم يضربه بالعسبان حتى يصير رماداً كرماد النيران، ثم
(١) ما بين القوسين غير موجود في أنوار اليقين.