الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[نبذة عن الإمام الأعظم زيد بن علي #]

صفحة 650 - الجزء 2

  تصير إلى الله ø روحه وأرواح شيعته إلى الجنان».

  قال: وروينا بالإسناد إلى جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن الحسين بن علي $، أن علياً أمير المؤمنين ~ خطب خطبة على منبر الكوفة، فذكر أشياء وقتها، حتى ذكر أنه قال: ثم يملك هشام تسعة عشر سنة، وتواريه أرض رصافة رصفت عليه النار، مالي ولهشام جبار عنيد، قاتل ولدي الطيب (المطيب)⁣(⁣١)، لا تأخذه رأفة ولا رحمة، يصلب ولدي بالكناسة بالكوفة، زيد في الذروة الكبرى من الدرجات العلا، فإن يقتل زيد فعلى سنة أبيه، ثم الوليد فرعون خبيث، شقي غير سعيد، يا له من مخلوع قتيل، فاسقها وليد، وكافرها يزيد، وطاغوتها أزيرق، مقدمها ابن آكلة الأكباد، ذره يأكل ويتمتع ويلهه الأمل فسوف يعلم غداً من الكذاب الأشر.

  قال: وروينا عن أمير المؤمنين # أنه قال: الشهيد من ذريتي القائم بالحق من ولدي، المصلوب بكناسة كوفان، إمام المجاهدين وقائد الغر المحجلين، يأتي يوم القيامة هو وأصحابه تتلقاهم الملائكة المقربون، ينادونهم: ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون.

  وقد روى شيخنا ¦ بعض هذه الأحاديث في السمط، وذكر مخرجيها من أئمتنا $ وغيرهم من أهل الحديث، كالناصر للحق، والناطق بالحق، وأبي العباس الحسني، والمرشد بالله، والحاكم، والديلمي، وابن عساكر، وعبد العزيز، والفقيه حسام الدين حميد بن أحمد الشهيد ¦، بعضها عن حذيفة، وبعضها عن علي #، وبعضها عن الحسين # مرفوعاً، قال: وعن أنس عنه ÷: «يقتل من ولدي رجل يدعى بزيد بموضع يعرف بالكناسة، يدعو إلى الحق، يتبعه عليه كل مؤمن».


(١) ما بين القوسين من (أنوار اليقين).