الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[فضائله #]

صفحة 652 - الجزء 2

  فأسألك عما فيه؟ قال زيد: نعم، قال: فبعث محمد إلى الكتاب، ثم أقبل يسأله عن حرف حرف، وأقبل زيد يجيبه حتى فرغ من آخر الكتاب، فقال له محمد: والله ما خرمت منه حرفاً واحداً.

  قال وروينا عن بشر بن عبد الله قال: صحبت علي بن الحسين، وأبا جعفر، وزيد بن علي، وعبد الله بن الحسن، وجعفر بن محمد، فما رأيت منهم أحداً كان أحضر جواباً من زيد بن علي @.

  قال وروينا عن أبي سُدَيرَة⁣(⁣١) قال: دخلنا على أبي جعفر محمد بن علي @، فأصبنا منه خلوة، فقلنا: اليوم نسأله عن حوائجنا كما نريد، فبينما نحن كذلك إذ دخل زيد بن علي @ وقد كثفت (عليه)⁣(⁣٢) ثيابه، فقال له أبو جعفر: بنفسي أنت، ادخل فأفض عليك من الماء ثم اخرج إلينا، فخرج إلينا متفضلاً، فأقبل أبو جعفر يسأله، وأقبل زيد يخبره بما يحتج عليه والذي يحتج به، قال: فنظروا⁣(⁣٣) إلى وجه أبي جعفر يتهلهل، قال: ثم التفت إلينا أبو جعفر، فقال: يا أبا سُدَيرَة⁣(⁣٤)، هذا والله سيد بني هاشم، إن دعاكم فأجيبوه، وإن استنصركم فانصروه. انتهى. قال: ومعنى فخرج إلينا متفضلاً، أي: متبذلاً.

  وفي شرح الأساس ما لفظه: قال الهادي #: روي عن جعفر الصادق # لما جاءه خبر قتل عمه زيد وأصحابه أنه قال: ذهب والله زيد كما ذهب علي بن أبي طالب والحسن والحسين وأصحابهم شهداء إلى الجنة، التابع لهم مؤمن، والشاك فيهم ضال، والراد عليهم كافر، إلى آخر ما ذكره #.

  قال: وقال الحاكم في السفينة: وعن بشر النبال قال: كنت جالساً عند


(١) في أنوار اليقين: عن أبي سدير.

(٢) ما بين القوسين من (أنوار اليقين).

(٣) في أنوار اليقين: فنظرت.

(٤) في الأنوار: سدير.