[فضائله #]
  فأسألك عما فيه؟ قال زيد: نعم، قال: فبعث محمد إلى الكتاب، ثم أقبل يسأله عن حرف حرف، وأقبل زيد يجيبه حتى فرغ من آخر الكتاب، فقال له محمد: والله ما خرمت منه حرفاً واحداً.
  قال وروينا عن بشر بن عبد الله قال: صحبت علي بن الحسين، وأبا جعفر، وزيد بن علي، وعبد الله بن الحسن، وجعفر بن محمد، فما رأيت منهم أحداً كان أحضر جواباً من زيد بن علي @.
  قال وروينا عن أبي سُدَيرَة(١) قال: دخلنا على أبي جعفر محمد بن علي @، فأصبنا منه خلوة، فقلنا: اليوم نسأله عن حوائجنا كما نريد، فبينما نحن كذلك إذ دخل زيد بن علي @ وقد كثفت (عليه)(٢) ثيابه، فقال له أبو جعفر: بنفسي أنت، ادخل فأفض عليك من الماء ثم اخرج إلينا، فخرج إلينا متفضلاً، فأقبل أبو جعفر يسأله، وأقبل زيد يخبره بما يحتج عليه والذي يحتج به، قال: فنظروا(٣) إلى وجه أبي جعفر يتهلهل، قال: ثم التفت إلينا أبو جعفر، فقال: يا أبا سُدَيرَة(٤)، هذا والله سيد بني هاشم، إن دعاكم فأجيبوه، وإن استنصركم فانصروه. انتهى. قال: ومعنى فخرج إلينا متفضلاً، أي: متبذلاً.
  وفي شرح الأساس ما لفظه: قال الهادي #: روي عن جعفر الصادق # لما جاءه خبر قتل عمه زيد وأصحابه أنه قال: ذهب والله زيد كما ذهب علي بن أبي طالب والحسن والحسين وأصحابهم شهداء إلى الجنة، التابع لهم مؤمن، والشاك فيهم ضال، والراد عليهم كافر، إلى آخر ما ذكره #.
  قال: وقال الحاكم في السفينة: وعن بشر النبال قال: كنت جالساً عند
(١) في أنوار اليقين: عن أبي سدير.
(٢) ما بين القوسين من (أنوار اليقين).
(٣) في أنوار اليقين: فنظرت.
(٤) في الأنوار: سدير.