[الفصل الأول في صفته وحليته وسمته #]
  وفاتح باب الجهاد لتشييد معالم الدين، ومبلغ حجة الله إلى الناس أجمعين، زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، المدني، مولده على ما رواه الإمام المرشد بالله في أماليه بإسناده إلى الحسين بن زيد بن علي في سنة خمس وسبعين، واستشهد سنة اثنتين وعشرين ومائة، والكلام في ترجمته يأتي في أربعة فصول:
  الأول: في صفته وحليته وسِمَتِه، وما حكاه أهل العلم من أوصافه الحميدة، وما رووه من الأحاديث الواردة فيه عن جده المصطفى #. أقول: وقد ذكر الشارح ¦ أكثره كما ترى.
[الفصل الأول في صفته وحليته وسمته #]
  الفصل الأول: قال الشيخ أبو محمد يحيى بن يوسف بن محمد الحجوري الشافعي في ترجمته: صفته #: كان أبيض اللون، أعين، مقرون الحاجبين، تام الخلق، طويل القامة، كث اللحية، عريض الصدر، أقنى الأنف، أسود الرأس واللحية، إلا أنه خالطه الشيب في عارضيه، وذكر مثل هذه الأوصاف أبو العباس ¦ في المصابيح، وقال في مشكاة الأنوار للفقيه الإمام الزاهد بدر الدين بن محمد الزبيري الديلمي المؤيدي في وصفه، وقد ذكر له ترجمة في أوراق كثيرة ما لفظه:
  اعلم أن الإمام السابق إلى طاعة الله، والمجاهد في سبيل الله، الداعي إلى الله، الناصح في الله، الفاضل التقي، والبر النقي، الطاهر الزكي، الهادي المهدي، الليث الكمي، والبطل الحمي، زيد بن علي عليه سلام ربه العلي، كان مثل جده # في شجاعته وسخاوته وفصاحته وبلاغته وعلمه وحلمه، وكان أفضل أهل زمانه في الخصال، وأجمعهم لشرائط الكمال، إلى أن قال: وأما الصيام: فكان يصوم يوماً ويفطر يوماً، ثم قال: وروي أن أبا الخطاب وجماعة دخلوا على زيد بن علي @ فسألوه عن مذهبه، فقال: إني أبرأ إلى الله من المشبهة الذين شبهوا الله بخلقه، ومن المجبرة الذين حملوا ذنوبهم على الله،