الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[الفصل الأول في صفته وحليته وسمته #]

صفحة 655 - الجزء 2

  ومن المرجئة الذين طمعوا الفساق في عفو الله، ومن المارقة الذين كفروا أمير المؤمنين، ومن الرافضة الذين كفروا أبا بكر وعمر. وهذا عين مذهب أهل العدل⁣(⁣١) وكان إمام هذه الطائفة بعد أمير المؤمنين والحسن والحسين ومحمد قال في هامشه: يعني ابن الحنفية وعلي بن الحسين بن علي $ ورحمة الله وبركاته، وجميع أولاد أمير المؤمنين، إلا أن زيداً تقدمهم في العلم والفضل والجهاد في سبيل الله، وروي أنه لما ولد سنة خمس وسبعين بشر به علي بن الحسين، فأخذ المصحف وفتحه ونظر فيه، فخرج أول سطر: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ}⁣[التوبة ١١١]، فأطبقه، وفتح الثانية فخرج: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}⁣[آل عمران ١٦٩]، فأطبقه، ثم فتح فخرج: {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ}⁣[النساء ٩٥]، فأطبقه وقال: عزيت في هذا المولود، وإنه لمن الشهداء، حتى قال ¦: وقال نشوان الحميري في شرح رسالته الحور العين: وروى السيد الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين الهاروني في كتاب الدعامة: أن جميع فرق الأمة اجتمعت على إمامة زيد بن علي @ إلا هذه الفرقة، يعني الرافضة قال: فلما شهر فضله وتقدمه وبراعته، وعرف كماله الذي تقدم به أهل عصره اجتمع طوائف الناس على اختلاف آرائهم على مبايعته، فلم يكن الزيدي أحرص عليها من المعتزلي، ولا المعتزلي أحرص عليها من المرجيء، ولا المرجيء من الخارجي، فكانت بيعته # مشتملة على فرق الأمة مع اختلافهم، ولم يشذ عن بيعته إلا هذه الفرقة القليلة التوفيق أخزاهم الله تعالى.

  ومن الواضح الذي لا إشكال فيه أن زيد بن علي @ يذكر مع المتكلمين إن ذكروا، ويذكر مع الزهاد، ويذكر مع الشجعان وأهل المعرفة بالضبط والسياسة،


(١) هذا موجود في (الروض النظير) بلفظه.