[الفصل الثاني: في ذكر من روى عنه والآخذين عنه #]
  فكان أفضل العترة؛ لأنه كان مشاركاً لجماعتهم في جميع خصال الفضل، ومتميزاً عنهم بوجوه لم يشاركوه فيها.
[الفصل الثاني: في ذكر من روى عنه والآخذين عنه #]
  ثم قال شارح المجموع ¦ بعد كلام طويل:
  الفصل الثاني في ذكر من روى عنه والآخذين منه وما يتصل بذلك، قال الشيخ العالم الزاهد القاسم بن عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر البغدادي ¦: كان زيد بن علي شامة أهل زمانه، وجوهرة أقرانه، وإمام أهل بيت النبوة في وقته $، يعرف في زمانه بحليف القرآن، له في الزهد والكرم ومحاسن الأخلاق ما ليس لغيره من أهل زمانه، فتح الله عليه بالعلم بعد أن أخذ منه على جماعة من فضلاء الأمة، كأبيه زين العابدين علي بن الحسين @، وجابر بن عبد الله الأنصاري الصحابي، ومحمد بن أسامة بن زيد، وغيرهم من أبناء الصحابة، وفتح الله عليه بأعظم مما أخذ من الثقات، حتى قال أخوه محمد بن علي: لقد أوتي أخي زيد علماً لَدُنِيًّا فاسألوه، فإنه يعلم ما لا نعلم.
  وتلامذة زيد بن علي @: أولاده السادة الأبرار: عيسى بن زيد، ومحمد بن زيد، وحسين بن زيد، ويحيى بن زيد. فعيسى بن زيد الأوحد أخذ عنه سفيان الثوري، وكان زاهد أهل زمانه، وهو جد العراقيين، ومحمد بن زيد جد الذين ببلاد العجم، وحسين بن زيد جد المشهورين من ذرية زيد بن علي @، ويحيى بن زيد هو القائم (بالإمامة)(١) بعده، وأصحاب زيد الذين أخذوا العلم عنه جماعة كثيرة، فالمشهور منهم: منصور بن المعتمر أحد دعاته، وكان فقيهاً ورعاً محدثاً.
  قلت: وقد احتج به البخاري ومسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي
(١) ما بين القوسين من (الروض).