[الفصل الثالث: في صفة خروجه واستشهاده #]
  إبراقك وإرعادك، فلستُ من الذين في يدك تعذبهم، اجمع بيني وبين خصمي، واحملني على كتاب الله وسنة نبيه ÷، لا سنتك وسنة هشام، فاستحيا يوسف وتصاغرت إليه نفسه، وعلم أن زيداً لا يحتمل الضيم، فدعا خالداً فجمع بينهما، فبرأه خالد، فخلى سبيل زيد، وقال لخالد: يا ابن اليهودية، أفعلى أمير المؤمنين كنت تفتعل؟
  وأخبرنا علي بن الحسين بن الحارث الهمداني بإسناده عن أبي معمر سعيد بن خثيم قال: حدثني زيد بن علي @ قال: لما لم يكن ليوسف علينا حجة شخص بي إلى الحجاز، وكان هشام كتب إلى يوسف بذلك، وقال: إني أتخوفه، وكنت أحب المقام بالكوفة للقاء الإخوان وكثرة شيعتنا فيها، وكان يوسف يبعث إليّ يستحثني على الخروج، فأتعلل وأقول: إني وجع، فيمكث ثم يسأل عني، فيقال: إنه مقيم بالكوفة، فلما رأيت جده في شخوصي تهيّأت وأتيتُ القادسية، فلما بلغه خروجي وجه معي رسولاً حتى بلغ العذيب، فلحقت الشيعة بي، وقالوا: أين تخرج ومعك مائة ألف سيف من أهل الكوفة وأهل البصرة وأهل الشام وخراسان والجبال يعني عراق العجم وليس قبلنا من أهل الشام إلا عدة يسيرة، فأبيت عليهم، وقالوا: ننشدك الله إلا رجعت ولم تمض، فأبيت وقلت: لست أأمن غدركم كفعلكم بجدي الحسين، وغدركم بعمي الحسن، واختياركم عليه معاوية، فقالوا: لن نفعل، أنفسنا دون نفسك، فلم يزالوا بي حتى أنعمت لهم، قال معمر: حدثني عبد الله بن محمد بن عمر بن علي: أن زيداً ~ قال لغلمانه: اعزلوا متاعي من متاع ابن عمي، فقلت: ولم ذاك أصلحك الله؟ قال: أجاهد بني أمية، والله لو أعلم أنه لو تُؤجَّج لي نار بالحطب الجزل فأقذف فيها وأن الله أصلح لهذه الأمة أمرها لفعلت، فقلت له: الله الله في قوم خذلوا جدك وأهل بيتك، فأنشأ يقول:
  فإن أُقْتَلْ فلستُ بذي خُلُودٍ ... وإن أبقى اشتفيتُ من العبيد