[الفصل الثالث: في صفة خروجه واستشهاده #]
  الأمالي بالإسناد إلى سهل بن سليمان الرازي عن أبيه قال: شهدت زيد بن علي يوم خرج لمحاربة القوم بالكوفة فلم أر يوماً قط كان أبهى، ولا رجالاً أشهر قراء ولا فقهاء، ولا أوفر سلاحاً من أصحاب زيد بن علي @، فخرج على بغلة شهبا الشهب محركة: بياض يعلوه سواد وعليه عمامة سوداء بين يدي قربوس سرجه مصحف فقال: يا أيها الناس أعينوني، على أنباط الشام، فوالله لا يعينني عليهم منكم أحد إلا رجوت أن يأتيني يوم القيامة آمناً حتى يجوز على الصراط ويدخل الجنة، والله ما وقفت هذا الموقف حتى علمت التأويل والتنزيل والمحكم والمتشابه والحلال والحرام بين الدفتين.
  وروى الإمام المهدي في المنهاج، وأبو العباس في المصابيح عن أبي الجارود عن الإمام زيد بن علي @ أنه قال: سلوني قبل أن تفقدوني، فإنكم لن تسألوا مثلي، والله لا تسألوني عن آية في كتاب الله إلا أنبأتكم بها، ولا تسألوني عن حرف من سنة رسول الله ÷ إلا أنبأتكم به، ولكنكم زدتم ونقصتم، وقدمتم وأخرتم، فاشتبهت عليكم الأخبار.
  وروى الإمام المهدي في المنهاج، والإمام أبو طالب في الأمالي، والسيد أبو العباس في المصابيح عن سعيد بن خثيم قال: إن زيداً # كتَّب كتائبه، فلما خفقت راياته رفع يديه إلى السماء فقال: الحمد لله الذي أكمل لي ديني، والله ما يسرني أني لقيت محمداً ÷ ولم آمر في أمته بالمعروف ولم أنههم عن المنكر، والله ما أبالي إذا أقمت كتاب الله وسنة رسول الله ÷ أن أججت لي نار ثم قذفت فيها ثم صرت بعد ذلك إلى رحمة الله تعالى، والله لا ينصرني أحد إلا كان في الرفيق الأعلى مع محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين، ويحكم! أما ترون هذا القرآن بين أظهركم جاء به محمد ÷ ونحن بنوه، يا معاشر الفقهاء ويا أهل الحجى أنا حجة الله عليكم، هذه يدي مع أيديكم على أن نقيم حدود الله، ونعمل بكتاب