[كراماته #]
  فذهب لينحي يده فانتثرت بالآكلة، ووقع على شقه الأيمن فمات إلى النار.
  ومنها: ما روي أن طائرين أبيضين جاءا فسقط أحدهما على قصر والآخر على قصر، فقال أحدهما للآخر: تنعي زيداً أو أنعاه، بل قاتل زيد لا نجاه، فأجابه الآخر: يا ويحه باع آخرته بدنياه.
  ومنها: ما رويناه عن سعيد بن خثيم قال: حدثني شبيب بن غرقدة قال: قدمنا حجاجاً من مكة فدخلنا الكناسة ليلاً، فلما كنا بالقرب من خشبة زيد بن علي أضاء الليل، فلم نزل نسير قريباً من الخشبة، فنفحت رائحة المسك، فقلت لصاحبي: هكذا رائحة المصلبين! فهتف بي هاتف يقول: هكذا توجد رائحة النبيئين الذين يقضون بالحق وبه يعدلون.
  ومنها: ما روينا عن الربيع بن حبيب قال: لما أصيب زيد بن علي @ خرجنا إلى المدينة أنا وأبي وجيء برأس زيد بن علي، فجعلت قريش يصعدون المنبر ويشتمون ويلعنون زيداً #، فجاء شيخ فقال: أما من تبرأ منه وشتمه فإنه يطلب دنيا، وإني لست أطلب دنيا، ثم أقبل في شتمه والبراءة منه(١)، قال فبينما هو كذلك إذ قال: ما هذه الظلمة التي قد غشيتنا؟ فما خرج من المسجد إلا أعمى يقاد.
  ومنها: ما روينا عن عيسى بن سوادة قال: كنت بالمدينة عند القبر عند رأس رسول الله ÷ وقد جيء برأس زيد بن علي @ في رهط، فنصب في مؤخر المسجد على الرمح، ونودي أهل المدينة: برئت الذمة من رجل لم يحضر، فحشر الناس الغرباء وغيرهم، فمكثنا سبعة أيام يخرج الوالي محمد بن هشام المخزومي فيقوم الخطباء الذين جاءوا بالرؤوس فيخطبون ويلعنون علياً والحسين وزيداً وأشياعهم، فقام رجل من قريش وهو محمد بن صفوان فتكلم في خطبته، ثم أخذ يلعن علياً وأهل بيته والحسين بن علي وزيد بن علي جميعاً $ ومن كان
(١) في الروض: فبينما نحن كذلك.