الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

فصل: في الكلام في أن الله تعالى قادر

صفحة 131 - الجزء 1

  واختاره سيد المحققين.

  والسيد، والمولى، والصمد، والعزيز، والكريم. قال شيخنا ¦: والصحيح أن الكريم صفة فعل.

  قلت: الأظهر - والله أعلم - أن هذه الأسماء الشريفة الخمسة كلها إنما تدل على قادر باللزوم لا بأصل الوضع، فمعانيها مختلفة كما ترى، لكنه إذا وصف بها فهو قادر على فعل لازِمِها، وهو التصرف التام والتعزز والإكرام.

  والجبار، وذو العزة، وذو الجبروت، وذو الملكوت، والكبير، والعظيم، والجليل. وقيل: هذه الثلاثة⁣(⁣١) تفيد في حقه تعالى جميع صفات الإلهية.

  والمتكبر بمعنى الكبير. قيل: ولولا السمع لما جاز عليه تعالى؛ لأنه يفيد نوعاً من التكلف.

  قلت: والعزيزُ إذا كان من التعزز ففيه إيهام التكلف، فالأحسن أن يقال: إنهما وإن كانا يوهمان ذلك فهذا المعنى منتفٍ في حقه تعالى؛ لِمَا عُلم من اقتداره تعالى على كل شيء بلا تكلف، وإنما وردا ليدلا على لازمهما، وهو امتناع اهتضامه تعالى ونفاذ أمر قادر عليه سبحانه وتعالى، فالعزيز مأخوذ من قولهم: أرض عزاز، إذا امتنع تفريقها، وهذا إذا جعلنا العزيز صفة ذات، وأما إذا جعلناه بمعنى معز أوليائه كحكيم بمعنى محكم فهو صفة فعل. والكبير والمتكبر مأخوذان من التكبر وهو التعظم، وإنما قبح ذلك في الشاهد لأنها دعوى يكذبها الواقع من ضعف البشر، بخلاف الباري تعالى فالواقع يصدقها.

  والعلي، والأعلى، والعالي، والمتعالي. وهذه الأربعة تطلق عليه تعالى لإفادة تنزهه تعالى وتقدسه عن الرذائل وصفات النقص، فيدخل تنزيهه تعالى عن العجز ووصفه بأنه تعالى قادر ضمناً، ولا يجوز إطلاقها عليه تعالى بمعنى الارتفاع


(١) أي: الأخيرة.