الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

فصل: في الكلام في أن الله تعالى قادر

صفحة 133 - الجزء 1

  فالأظهرُ أن لا فرق بينهما، بل قيل: إنهما اسم واحد، وإنما حذفت همزة الإله وأدغم أحد اللامين في الآخر.

  قال: ومنها المستولي، والمستطيع في قوله تعالى: {هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ}⁣[المائدة ١١٢].

  قلت: أما المستولي والمستطيع فلم يردا في السمع بلفظهما، بل أُخِذَ الأولُ من قوله تعالى: {اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}⁣[السجدة ٤]، حيث قالوا: إن الاستواء في اللغة بمعنى الاستيلاء، والثاني مِن حكايته تعالى عن حواري عيسى #: {هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنْ السَّمَاءِ}⁣[المائدة ١١٢]، فَرَدَّ عليهم بقوله: {اتَّقُوا اللَّهَ}، ففي المأخذين نظر، ولكن لا مانع من الأول، دون الثاني؛ لإيهام الخطأ كالمقوي والمطيق، والله أعلم.

  ويمتنع أن يطلق عليه تعالى: الرفيع، والشريف، ويقر حيث ورد، نحو: «رفيع الدرجات». والْمُطِيقُ، والْمُطْلِق، والمخَلي، والشديد إلا مضافاً، نحو: شديد العقاب، وهو صفة فعل، وكذا متين؛ لأنهما⁣(⁣١) يفيدان الصلابة، ويقر حيث ورد، نحو: ذو القوة المتين.


(١) أي: شديد ومتين.