فصل: في الكلام في أن الله تعالى قادر
  فالأظهرُ أن لا فرق بينهما، بل قيل: إنهما اسم واحد، وإنما حذفت همزة الإله وأدغم أحد اللامين في الآخر.
  قال: ومنها المستولي، والمستطيع في قوله تعالى: {هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ}[المائدة ١١٢].
  قلت: أما المستولي والمستطيع فلم يردا في السمع بلفظهما، بل أُخِذَ الأولُ من قوله تعالى: {اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}[السجدة ٤]، حيث قالوا: إن الاستواء في اللغة بمعنى الاستيلاء، والثاني مِن حكايته تعالى عن حواري عيسى #: {هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنْ السَّمَاءِ}[المائدة ١١٢]، فَرَدَّ عليهم بقوله: {اتَّقُوا اللَّهَ}، ففي المأخذين نظر، ولكن لا مانع من الأول، دون الثاني؛ لإيهام الخطأ كالمقوي والمطيق، والله أعلم.
  ويمتنع أن يطلق عليه تعالى: الرفيع، والشريف، ويقر حيث ورد، نحو: «رفيع الدرجات». والْمُطِيقُ، والْمُطْلِق، والمخَلي، والشديد إلا مضافاً، نحو: شديد العقاب، وهو صفة فعل، وكذا متين؛ لأنهما(١) يفيدان الصلابة، ويقر حيث ورد، نحو: ذو القوة المتين.
(١) أي: شديد ومتين.