[شبهة القائلين بأن الصفات ليست هي الذات والجواب عليها]
  كلهم أنَّ صفات الله ذاته، قال: وقد حققه جماعة، بل حققه إمام الزمان المتوكل على الله المُحَسِّن بن أحمد @، والمفرق بين الأئمة الهادين كالمفرق بين النبيين، والله الهادي، والمختار قول الهادي ومن معه إن صح الخلاف - الخ كلامه ¦.
[شبهة القائلين بأن الصفات ليست هي الذات والجواب عليها]:
  وقد أورد القائلون: «إن الصفات ليست هي الذات» شُبهاً ينبغي معرفة شيء منها، ومعرفة الجواب عليها؛ ليعرف به بطلان سائر ما تمسكوا به، ويتقرر الحق في القول الأول.
  فمنها: شبهة القائلين بأن الصفات أمور زائدة على الذات.
  قالوا: لو كانت هي الذات لدل عليها ما يدل على الذات.
  قلنا: كذلك نقول، ولو سلمتم ما اختلفنا.
  قالوا: لو كانت هي الذات لما وجب تكرار النظر لأجل معرفتها. قلنا: لا نسلم لكم وجوب تكرار النظر لأجل معرفتها؛ لأنها تعلم ضرورة بعد العلم بأنه تعالى فاعل مختار الذي ثبت عند الجميع بمجرد العلم بأنه تعالى غير مؤثر على سبيل الإيجاب، بل على سبيل الإرادة والاختيار.
  قالوا: لو كان تعالى قادراً بمجرد ذاته لكان كل ذات قادرة بمجرد ذاتها، فلم يبق إلا القول بأن كل قادرٍ قادرٌ بصفة زائدة على ذاته.
  قلنا: من سلم لكم لزوم ذلك في كل ذات سواه سبحانه؛ لأن غيره من الذوات إما عرض فيستحيل أن يكون قادراً، وإما جسم فإنما استحال أن يكون قادراً بذاته لأن ذاته جسم، فلا بد لها من معنى يقوم بها، وهو القدرة الحادثة، وأنتم لا تقولون بذلك في حقه تعالى، فكذلك يلزمكم أن لا تقولوا بذلك القياس في إثبات الصفة الزائدة.
  وتحقيقه: أنهم قد خرجوا عن مقتضى القياس في إثبات المعنى الذي هو القدرة ونحوها، فليخرجوا عن مقتضاه في إثبات الصفة الزائدة، والذات كافية