الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

فصل: في الكلام في أن الله قديم

صفحة 206 - الجزء 1

  فقد عَدَّه، ومن قال: فِيْمَ؟ فقد ضَمَّنَه، ومن قال: عَلاَمَ؟ فقد أخلى منه، كائن لا عن حدث، موجود لا عن عدم، مع كل شيء لا بمقارنة، وغير لكل شيء لا بمزايلة، فاعل لا بمعنى الحركات والآلات، بصير إذ لا منظور إليه من خلقه، - وفي نسخة: إذ لا منطو عنه - متوحد إذ لا سكن يستأنس به ولا يتوحش لِفقده)، الخ. أخرجه الشريف الرضي ¦.

  وقال #: (الحمد لله الذي لم يسبق له حال حالاً فيكون أولاً قبل أن يكون آخراً، ويكون ظاهراً قبل أن يكون باطناً، كل مسمى بالوحدة غيره قليل، وكل عزيز غيره ذليل، وكل قوي غيره ضعيف، وكل مالك غيره مملوك، وكل عالم غيره متعلم، وكل قادر غيره [مقدور عليه]⁣(⁣١) يقدر ويعجز، وكل سميع غيره يصم عن لطيف الأصوات، ويصمُّه كبيرها، ويذهب عنه ما بَعُدَ منها، وكل بصير غيره يعمى عن خفي الألوان ولطيف الأجسام، وكل ظاهر غيره غير باطن، وكل باطن غيره غير ظاهر) إلى آخره. أخرجه الشريف الرضي أيضاً.

  وقال #: (عينُه الْمُشَاهَدَةُ لخلقه، ومشاهدتُه أَنْ لا امتناع منه).

  وقال #: (باينهم بصفته رَبًّا كما باينوه بحدوثهم خلقاً). يعني بصفته رباً: كونه قديماً لمقابلته بقوله: بحدوثهم خلقاً.

  وقال #: (فمَن وصف الله سبحانه فقد قرنه، ومن لم يصفه فقد نفاه). إلى غير ذلك من كلامه #، ومنه يؤخذ نفي أن تكون صفاته تعالى أموراً أو معاني أو غير ذلك.


(١) لا توجد في شرح النهج.