فصل: في الكلام في أن الله تعالى لا يشبه الأشياء
  و «يهتم» إن كان بالتاء فهو من الاهتمام، وهو التهيؤ للشيء قبل وقوعه، ولا يكون إلا فيمن يخشى الفوات. وإن كان من دونها فهو من الهم، وهو اشتغال النفس بما سيأتي من مكروه طبعاً.
  ويظن من الظن، وهو الاعتقاد الراجح لثبوت شيء أو نفيه مع تجويز المرجوح، وإنما يكون فيمن تعذر عليه العلم، وهو قسم من الاعتقاد عند بعض المتكلمين، وهو الصحيح. وقيل: بل هو جنس برأسه، وحكاه شيخنا | عن المؤيد بالله #.
  ويعزم: من العزم، وهو توطين النفس على فعل شيء مع التصميم على ذلك، فإن لم يصحبه تصميم لم يكن عزماً. قال شيخنا |: ويقال: عزم، إذا جد في الأمر، والمراد هنا الأول.
  قلت: ينظر في الفرق بينهما حتى يصح أن يقال: المراد هنا هو الأول، إلا أن يقال: المراد بالجد في قوله: «إذا جد في الأمر» نقيض الهزل استقام.
  قال |: والعزم والهم والغم ليست بأعراض مستقلة، وإنما هي من قسم الاعتقاد، كما أن المحبة والولاية إرادات واقعة على صفات مختلفة، وكالسخط والغضب كراهتان واقعتان كذلك.
  قلت: لكن في عَدِّ الهم والعزم من قبيل الاعتقاد تأمل، بل الظاهر أن الاعتقاد يلازمهما لا أنهما من أقسامه كما يظهر من حديهما المذكورين، ويجمع الجميع أن الكل من أفعال القلوب التي يتنزه الله عنها.
  ويلتذ: من اللذة، وحقيقتها: المعنى المدرك بمحل الحياة مع الشهوة. وضدها الألم، وحقيقته: المعنى المدرك بمحل الحياة مع النفرة.
  والشهوة والنفرة جنسان من الأعراض التي لا تدخل تحت مقدور العباد. وقد تصحبهما الإرادة والكراهة، كما إذا تعلقت الشهوة بمباح نافع، والنفرة بمؤلم غير واجب ولا مندوب، فتصحب الشهوةَ حينئذ الإرادة، والنفرةَ