الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

فصل: [معاني بعض الآيات المتشابهة]

صفحة 238 - الجزء 1

  كيفية توجيهها وتأويلها بين القريب والأقرب والبعيد والأبعد، حتى إن بعض المنزهين لَمَّا لم يسلك في تأويلها مسلك المتكلمين، وأبقاها على ظاهرها من دون اعتقاد معناها الذي هو التجسيم - ظَنَّ أنَّ ذلك ليس بتأويل، وقال في ذلك - وقد أحسن وأجاد وأفاد بالمراد، ولله دره حيث سَلَكَ مسلك البيانيين في التأويل وإن لم يُسَلِّم أنه تأويل فالقصد من العقائد الاتفاق في المعنى وإن اختلف في العبارة والمبنى - فقال ¦ مجيباً على من سأله:

  وجهت لي مَسائلا ... قد حار فيها الفُطَنا

  علم أصول ديننا ... لأجلها قد دُوِّنَا

  واختلفت أقوالُهمْ ... فيها اختلافاً بَيِّنا

  وكل حزب مِنْهُمُ ... يقصد قصداً حَسَنا

  فالقائلون بالمجاز ... قد نزهوا خالقَنا

  والآخرون سكتوا ... وآمنوا بما عَنَا

  وخيرها أسلمها ... والصمت خير مُقْتَنا

  فالله غيب كله ... عن علمنا قد بطنا

  لكنه دَلَّ بما ... نعرفه من الثنا

  على عظيم شأنه ... تعَرُّفاً منه لنا

  وهو تعالى شأنه ... أكبر مما دلنا

  فامش على اللفظ الذي ... قال به إِلهُنا

  والنفس إما طَمِحَت ... فقل لها إلى هنا

  إِنكِ إن أَوَّلتِهِ ... زال البَهاءُ والسَّنا

  ولم تجد من بعده ... لفظاً يكون أحسنا

  فهذه عقيدتي ... واسلم بقيت الزمنا

  وهذا هو معنى ما ذكره الإمام يحيى #، ويظهر من عبارة الأساس للإمام القاسم بن محمد قدس الله روحه حيث قال في قوله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}