[خطبة المؤلف]
  التحشية بهامشه، وهي لعمري مفيدة أي إفادة، ولكنها لما وضعت بالهامش على سبيل التعليق والزيادة صارت بالنسبة إلى من لم يعرف قدرها بمنزلة الدُّر الموضوع في باطن القلادة، ومن ثمة لم يحفل بنقلها إلا الخواص الراغبون في التحقيق والإجادة، فاستخرت الله سبحانه في استخراج ما خبي عن خِدرها المصون، وإدماج ما زوي من درها المكنون فيما سنح من لآلئ مغاصات أفكار أئمة الهدى، وحجج الله على خلقه إلى يوم النداء، وأجعل الجميع شرحاً لذلك الكتاب الذي يحق أن تشد إليه الرحال، وأن يعول عليه بجميع الإقبال في البكور والآصال، وذلك مع قِصَر الباع ونزر الاطلاع، غير أني أتمثل ببعض قول سلفنا الصالح ¦:
  لك الحمد من حزب الوصي جعلتني ... ومن تابعي آل الرسول لك الحمد
  لك الحمد إذ دليتني وهديتني ... إلى مذهب الآل الشريف لك الحمد
  لك الحمد لم أختر سواهم ولم أقل ... بغير مقال جاء عنهم لك الحمد
  لك الحمد إذ جنبتني وحميتني ... عن الميل عن آل النبي لك الحمد
  لك الحمد إذ صيرتهم مأمن الورى ... وسفن نجاة للعباد لك الحمد
  لك الحمد إذ نزهتهم عن مُدَنِّسٍ ... وأذهبت كل الرجس عنهم لك الحمد
  لك الحمد هذا يا إلهي وسيلتي ... أريد به غفران ذنبي لك الحمد
  لك الحمد وأختم بالصلاة مُسَلِّماً ... على أحمدٍ والآل يا من لك الحمد
  وسميته «الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين»، والله المسئول أن يجعله ذخيرة ليوم الدين، نافعاً للمسترشدين، دامغاً لأناف أهل الإلحاد وسائر المعاندين.