الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[فصل] في الكلام في أن الله سبحانه وتعالى لا تجوز عليه الرؤية بحال من الأحوال

صفحة 290 - الجزء 1

  أبي الزبير عن جابر قال ÷: «إنكم لن تروا الله في الدنيا والآخرة»، وفي لفظ الفقيه حميد «اعلموا».

  وأخرج الرَّامُهْرُمْزِي والحاكم أبو سعيد عن سَمُرَة بن جندب: أن رجلاً سأل النبي ÷: هل نرى ربنا في الآخرة؟ فانتفض ثم سقط فلصق بالأرض وقال: «لا يراه أحدٌ، ولا ينبغي لأحد أن يراه».

  وروى أبو رشيد مرسلاً عنه ÷: «لن يرى اللهَ أحدٌ في الدنيا والآخرة».

  وروى المؤيد بالله # مرسلاً عن أبي ذر قلتُ للنبي ÷: هل رأيتَ ربَّك؟ فقال: «نور هو أنَّى أراه⁣(⁣١)؟»، قال المؤيد بالله # معناه: أنور هو لا أراه.

  وأخرج أَبو رشيد في الخلافية⁣(⁣٢): أخبرنا عمران بن حمدان النيسابوري وأبو بكر المقري، قالا: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى بن عيسى بن هلال الموصلي، قال: حدثنا محمد بن المنهال، عن عمر بن حبيب، عن خالد الحذاء، عن أبي ذر فَذَكره، وأخرجه أبو يعلى والسيد محمد بن يحيى.

  وأخرج البخاري والترمذي والحاكم أبو سعيد عن عائشة أَنَّها سُئِلت هل رأى محمدٌ ربه؟ قالت: يا هذا لقد قَفَّ شعري مما قلتَ، ثلاثاً من حدثكهن فقد أعظمَ على الله الفرية: مَن قال: إن محمداً رأى ربه، والله تعالى يقول: {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ} الخ الخبر. ذكر هذا كله شيخُنا صفي الإسلام | في السمط، ونقلَ عن أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء ª وابن عباس ¦ وزين العابدين # ومجاهد والحسن وغيرهما من التابعين صرائحُ أقوالهم بنفي الرؤية في الدنيا والآخرة، فلا نطيل الكلام بذكره فليؤخذ من ذلك الكتاب.


(١) قال في النهاية: فقال: نور أنَّى أراه، أي: هو نور كيف أراه.

(٢) كتاب منسوب إلى الخلاف. من تعليقة على الأصل. (منه).