[أقسام الفعل]
  وينقسم قسمة ثالثة إلى: أصلي، ومتولد.
  فحقيقة الأصلي: هو الفعل الموجود ابتداءً بلا واسطة فعل آخر.
  وحقيقة المتولد: هو الفعل الموجود بواسطة فعل آخر. والجميع مُشترَك بين فعل الله وفعل العبد.
  فمثال الأصلي من فعل العبد: القيام والقعود ونحوهما.
  ومثال المتولد من فعله: انكسار الزجاج عند الضرب، وانهيال التراب عند المشي عليه، ونحو ذلك.
  ومثال الأصلي من فعل الله تعالى: إيجاد الأجسام من العدم المحض، وخلق القدرة والحياة في الحيوانات، وإيجاد الأعراض الموجودة في الأجسام ابتداءً.
  ومثال المتولد من فعله تعالى: سير السفن في البحر المتولد عن إرسال الرياح عليها، وإيجاد النباتات والزراعات والثمار عن إنزال الأمطار، ونحو ذلك.
  وقد خالف أبو علي الجبائي في وقوع المتولد في أفعال الله تعالى؛ لاستلزام الحاجة إلى السبب.
  قلنا: لا يلزم الحاجة إلا لو لم يكن قادراً على المسبب إلا بفعل السبب، وهو تعالى قادر عليه من دون سببه، ولقوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا}[الروم ٤٨] وقوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ}[الروم ٤٦]، وقوله تعالى: {وَأَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ}[إبراهيم ٣٢]، وأمثال ذلك كثير.
  قال #: (فإن قيل لك) أيها الطالب الرشاد (: هل خَلَق ربك أفعال العباد؟ فقل: لا يقول ذلك إلا أهل الكفر والعناد).
  ذهبت العدلية قاطبة إلى أن أفعال العباد منهم لا من الله تعالى، الصلاح منها والفساد.