الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[فصل:] في الكلام في أن أفعال العباد منهم لا من الله تعالى

صفحة 382 - الجزء 1

  لكم الذنوب ولا أبالي» الخ.

  وأخرج الحارث بن محمد، والقاضي عن أبي هريرة مرفوعاً: «قل اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومَلِيكُه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشَرَكِه».

  وأخرج أبو يعلى والقاضي عن جنادة ابن أبي أمية بينما أنا عند رسول الله ÷ إذ جاء رجل فقال: يا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال: «الإيمان بالله، وتصديق به، وجهاد في سبيله، وحج مبرور»، فلما وَلَّى الرجل قال: «وأهون عليك من ذلك إطعام الطعام، ولين الكلام، والسماحة وحسن الخلق. فلما وَلَّى الرجل قال: وأهون عليك من ذلك ألاَّ تتهم الله على شيء قضاه عليك».

  وأخرج محمد بن أبي دثار مرفوعاً: «أبغض المباحات إلى الله الطلاق».

  وأخرج الإمام علي بن موسى $ عن علي # مرفوعاً: «أن موسى سأل ربه فقال: يا رب، أينما ذهبت أوذيت، فأوحى الله إليه: إن في عسكرك غَمَّازاً فقال: يا رب دُلَّني عليه، فأوحى الله إليه: إِني أبغض الغَمَّاز فكيف أَغْمِز؟!».

  وأخرج الإمام زيد بن علي @ واللفظ له وأبو طالب والمرشد بالله عنه ÷: «إن الله يحب الحَيِي الحليم العفيف المتعفف، ويبغض البذيء الفاحش الملح الملحف»، زاد الناطق بالحق: «إن الله لا يحب وأد البنات، وعقوق الأمهات ولا قائلاً لا وهات، إن الله لا يحب إضاعة المال، ولا كثرة السؤال، ولا قيل ولا قال»، والسنة مملوءة من نحو هذا.

  وأخرج الإمام علي بن موسى @ عن علي #: أن يهودياً سأله فقال: أخبرني عما ليس لله؟ وعما ليس عند الله؟ وعما لا يعلمه الله؟ فقال #: (أمَّا ما لا يعلمه الله فذلك قولكم يا معاشر اليهود: عزير بن الله، وأنه لا يعلم له ولداً، وأمَّا ما ليس عند الله فليس عند الله ظلم للعباد، وأمَّا ما ليس لله فليس لله شريك، فقال اليهودي: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله).