[فصل:] في الكلام في أن أفعال العباد منهم لا من الله تعالى
  وقال #: (الذي عظم حلمه فعفا، وعدل في كلما قضى، وعلم بما يمضي وما مضى)، وقال #: (وأشهد أنه عَدْلٌ عَدَل، وحَكَمٌ فَصل)، وقال #: (الذي صدق في ميعاده، وارتفع عن ظلم عباده).
  وقال أبو بكر في الكلالة: أقول فيها برأيي: فإن يكن صواباً فمن الله، وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان.
  وقال عمر لسارق: ما حملك؟ قال: قضاء الله وقدره. فقال: لَكَذِبُه على الله أعظم من سرقته. وكتب كاتب عنده: هذا ما أرى الله عمر،. فقال: امحه واكتب: هذا ما رأى عمر، فإن يكن صواباً فمن الله، وإن يكن خطأ فمني، والله ورسوله منه بريئان.
  وقال ابن مسعود في مفضوضة البُضْع: أقول فيها برأيي فإن يكن صواباً فمن الله، وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه بريئان، وعن ابن عمر نحوه. وبالجملة فهو دين جميع الأنبياء والمرسلين، ذكر ذلك كله شيخنا | في السمط.
  وأما الإجماع: فإجماع العترة $ منعقد على ذلك، ولا ينقل عن أحد منهم القول بخلق الأفعال، يدل على ذلك أقوالهم ومصنفاتهم واحتججاتهم على أعدائهم في تحرير دعواتهم وبثها في الأقطار التي نشأوا فيها من يمن وغيره، كجيلان وديلمان وغيرهما، قال الأمير المؤلف # ما لفظه: فأما أهل البيت الطاهرين فلولا خشية التطويل لأتيت بهم إماماً إماماً من لدن علي # إلى زمني هذا، وهو سنة (٦٣٣).
  وإذا كان من أبنائهم من نشأ في ديار المجبرة في هذه الأعصار المتأخرة من يخالفهم في ذلك فلا اعتداد به، لأنه محجوج بإجماع من قبله منهم، على أنك لا تجد هذا الذي خالفهم إلا وهو غير منتمٍ إليهم ولا معتزٍ إلى أئمتهم، ولا ينقل ذلك عن أكابر أو أصاغر من سلف منهم، بل يتبجح ويفتخر بانتسابه إلى