مناظرات بين العدلية والمجبرة:
  ومما جرى من المناظرات: اجتمع عدلي ومجبر، فقال العدلي: أليس بعث الله موسى وهارون إلى فرعون وقال: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}[طه ٤٤]؟ قال: بلى. قال: أبعثه ليغير خلق الله أو فعل فرعون؟ إن قلت: بالأول فكيف يقدر موسى على التغيير أو يقدر فرعون على الإجابة، وما معنى قوله: {لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}، وإن قلت بالثاني تركت مذهبك.
  هكذا نقلها القرشي، ولعل الأولى بالعبارة فكيف يحسن من موسى أن يدعو فرعون إلى التغيير.
  وقال الهادي # للنَّقَوي رئيس المجبرة عند وصوله إلى صنعاء وقد اجتمع علماؤها وتقدم رئيسهم يحيي النقوي لمناظرة الهادي # فقال له: ممن المعاصي يا سيدنا؟ فقال #: ومَنِ العاصي؟ فانقطع النقوي، فلامه أصحابه وكانوا سبعة آلاف فقيه، فقال: إني لما سألته ممن المعاصي أجابني ومن العاصي؟ فإن قلت: الله كفَرتُ، وإن قلت: العبد خرجت من مذهبي! ثم رجع أهل صنعاء بأجمعهم إلى القول بالعدل ببركة الإمام الهادي #، ولم يزالوا على القول بالعدل بعد ذلك خلفاً عن سلف إلى زمننا هذا، وهو سنة ١٣٤٤.
  قال الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة #: لله در يحيى # حيث أسكت سبعة من الألوف بتسع من الحروف.
  وقيل لأبي الهذيل: من جمع بين الزاني والزانية؟ فقال: أما أهل البصرة فيسمونه قواداً وأظن أهل بغداد لا يخالفونهم. فسكت السائل.
  وقيل لأبي يعقوب المجبر: من خلق المعاصي؟ فقال: الله. فقيل: فلمْ عذب عليها؟ قال: لا أدري!
  وروي أنه أُتي إلى بعض الولاة بطرار أحول العينين وعنده عدلي ومجبري، فقال للمجبر: ما ترى نفعل به؟ قال: تضربه خمسة عشر سوطاً. فقال للعدلي: ما تشير؟ قال: تضربه ثلاثين سوطاً: خمسة عشر لكونه طراراً، وخمسة عشر لكونه