[فصل]: في الكلام في أن الله ø لا يعذب أحدا إلا بذنبه ولا يثيبه إلا بعمله
  وقول الآخر:
  عَرَضْتُ لِعَامِرٍ والخَيْلُ تُرْدِي ... بِأَطْفَالِ الحُرُوبِ مُشَمِّرَات
  وهو مُعَارَضٌ بما ذكرنا من الآيات الصريحات، ومثلها قوله تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى}[النجم ٣٩] وقوله تعالى: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ}[النساء ١٤٧] وقوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ}[المدثر ٣٨] وقوله تعالى: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ}[البقرة ٢٨٦] {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه ٧ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه ٨}[الزلزلة]، والقرآن مملوء من نحو هذا.
  ومن السنة: ما أخرجه مسلم بن الحجاج من قوله ÷ حاكياً ومبلغاً عن الله ø: «يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها عليكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه»، وقوله ÷: «رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يفيق، وعن الصبي حتى يحتلم».
  وعن عائشة: «ليس على ولد الزنا من وزر أبيه شيء، لا تزر وازرة وزر أخرى»، وروي عنها أنها ردت خبر تعذيب الميت ببكاء أهله، وتأوله بعض أصحابنا إن صح على أنه أوصى به؛ فحينئذ لا حجة فيه.
  وبما روي عنه ÷ لما سُئل عن أطفال المشركين فقال: «لم يعملوا الحسنات فيكونوا من أهل الجنة، ولم يعملوا الذنوب فيكونوا من أهل النار، ولكنهم خدم أهل الجنة». أخرجه الدارمي والقاضي، ونحوه أخرجه السيد أبو طالب وابن عَدِي عن سَمُرَة بلفظ: «هم خدم أهل الجنة».
  والمرشد بالله عن ابن عباس ® مرفوعاً: «أطفال المشركين في الجنة، فمن زعم أنهم في النار فقد كذب بقوله تعالى: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ٨ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ٩}[التكوير]».