[فصل]: في الكلام في أن الله ø لا يعذب أحدا إلا بذنبه ولا يثيبه إلا بعمله
  وأخرج المرشد بالله # وابن أبي حاتم وأبو الشيخين(١) عن أبي مُلَيكَة: سمع ابن عمر بكاءً فقال: ألا تنتهي عن البكاء، فإن رسول الله ÷ قال: «إن الميت ليعذب ببكاء الحي عليه»، فأتيت عائشة فذكرت ذلك لها فقالت: والله لتخبرن عن غير كاذب، ولكن السمع يخطي، وفي القرآن ما يكفيكم: {لَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}.
  نقلنا هذه الجملة من كتاب شيخنا صفي الإسلام ¦، قال ¦ بعد نقله لهذه الأحاديث وغيرها تركناه اختصاراً - ما لفظه: فانظر أيها الحشوي كم عارضنا حديثك المختلق المخالف لعقل كل موفق.
  ويلزمهم على ذلك أنه لا فائدة للطاعة ولا مضرة في المعصية، ولا ثمرة للحساب ونصب الموازين ونشر الصحف وإنزال الكتب وإرسال الرسل؛ لأن الثواب والعقاب ليسا مترتبين على شيء من الطاعات والمعاصي.
  وحكي أن مجبراً قص فقال لمن يسمع(٢): يغفر الله يوم القيامة لجميع مذنبي أمة محمد ÷، ثم ينادي يا عبادي أبمثل هذا يؤتى؟ إن كان لكم عناء في الطاعة فمالكم لا تأتوني بالمعاصي لأغفر لكم. فقال عدلي: هذا إغراء بالمعاصي. فقال: نعم رغماً لك!
  وقال عدلي لمجبر: إذا كانت ذنوب المسلمين تُحمل على الكفار فهي إذاً أولى(٣) ما يفعل؛ لأنه يزداد بها غم الكفار.
  وقال عدلي لمجبر: ما تقول في مشرك مات طفله حال الشرك، ثم أسلم هو؟ فقال المجبر: المشرك الذي أسلم في الجنة، وولده في النار.
(١) وأبو الشيخ. نخ.
(٢) في (أ): لمن يَستمع منه.
(٣) هكذا في النسختين، وفي منهاج القرشي: أول.