الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[معاني الضلال]

صفحة 454 - الجزء 1

  أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}⁣[الصف ٥].

  وبمعنى: الثَّواب، {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ الْأَنْهَارُ}⁣[يونس ٩].

  وبمعنى: الحُكْم والتَّسْمِيَة، قال:

  ما زالَ يَهْدِي قَوْمَه ويَضِلُّنَا ... جَهْراً ويَنْسِبُنَا إلى الفُجَّار

  أي: ما زال يحكم لقومه بالهدى ويسميهم به، ويحكم علينا بالضلال ويسمينا به.

  فيجوز أن يقال: إن الله يهدي المؤمنين بمعنى يثيبهم أو يزيدهم بصيرة أو يحكم لهم بالهدى ويسميهم به. ويجوز أن يقال: لا يهدي المجرمين، أي: لا يثيبهم، أو لا يزيدهم بصيرةً وتنويراً زائداً على ما يجب من الهدى العام لكل المكلفين، وهو البيان والدلالة والدعاء إلى الخير، أو لا يحكم لهم بالهدى ويسميهم به. ولا يجوز أن يقال: إن الله يهدي المؤمنين ولا يهدي المجرمين بمعنى خلق الإيمان أو الكفر، خلافاً للمحبرة بناءً على أصلهم.

[معاني الضلال]:

  والضلال بمعنى: الإِغْوَاء عن طريق الحق، {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى}⁣[طه ٧٩].

  وبمعنى: الهَلاَك، {وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ}⁣[السجدة ١٠]، أي: هلكنا.

  وبمعنى: العَذَاب والنَّكَال، {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ}⁣[القمر ٤٧].

  وبمعنى: سَلْب التَّنْوِيْر والتَّوْفِيْق، {وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ}⁣[إبراهيم ٢٧].

  وبمعنى: الحُكْم والتَّسْمِيَة:

  ما زالَ يَهْدِي قَوْمَه ويَضِلُّنَا ... ........... البيت