الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[فصل:] في الكلام في القضاء والقدر وغيرهما من المتشابه

صفحة 464 - الجزء 1

  الخلق إلى الجنة والنار قبضة إلى هذه وقبضة إلى هذه، إذاً فليس النبي والمؤمن بأقرب إلى الجنة من الكافر والفاجر، وليس الكافر والفاجر أقرب إلى النار من النبي والمؤمن الطاهر، فنعوذ بالله من الخذلان، ونسأله العصمة عن تسولات النفس والشيطان، وتعالى الله عما يقوله الظالمون علواً كبيراً.

  الجهة الرابعة: الأحاديث والآثار الواردة عن النبي ÷، وعن السلف الصالح في بيان القدرية وذمهم؛ بأن ننظر من وجد فيه ما تضمنته من الوصف والذم للقدرية فهو المراد بها، ومن لا فلا، أخرج أبو نعيم في الحلية والطبراني والسمان وأبو القاسم الحسكاني عن ابن عباس قال ÷: «صنفان من أمتي لا تنالهم شفاعتي، لعنهم الله على لسان سبعين نبياً: القَدَرِيَّة والمُرْجِئَة»، قيل: يا رسول الله، من القدرية؟ قال: «الذين يعملون المعاصي ويقولون: هي من الله»، قيل: ومن المرجئة؟ قال: «الذين يقولون: الإيمان قول بلا عمل» ورواه الأمير الحسين المؤلف # عن أنس وحذيفة.

  وأخرج أبو داود والحاكم والبيهقي عن ابن عمر وأبي هريرة وجابر قال ÷: «القدرية مجوس هذه الأمة، إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم».

  وأخرج البخاري في التاريخ «القدرية مجوس أمتي».

  وأخرج السمان والزمخشري في الفائق عن الحسن قال: جاء رجل إلى رسول الله ÷ قال: رأيتهم - يعني المجوس - ينكحون أمهاتهم وبناتهم وأخواتهم، فإذا قيل: لم تفعلون؟ قالوا: قضاء الله وقدره. فقال ÷: «أما إنه سيكون قوم من أمتي يقولون مثل ذلك».

  وروى الأمير الحسين # عن جابر مرفوعاً: «يكون في آخر الزمان قوم يعملون بالمعاصي ثم يقولون: هذا بقضاء الله وقدره، الراد عليهم كالمشرع سيفه للجهاد في سبيل الله تعالى».