الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[فصل:] في الكلام في القضاء والقدر وغيرهما من المتشابه

صفحة 465 - الجزء 1

  وأخرج السيد أبو طالب # عن الحسن: «إذا كان يوم القيامة دعي إبليس وقيل له: ما حملك على أن لا تسجد لآدم؟ فيقول: يا رب أنت حلت بيني وبين ذلك. فيقال: كذبت. فيقول: إن لي شهوداً. فَيُنَادَى أين القَدَرِيَّة شهود إبليس وخصماء الرحمن؟ فيقوم طوائف من أمتي، فيخرج من أفواههم دخان أسود فيطبق وجوههم فتسود لذلك "، وذلك قوله تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ}⁣[الزمر ٦٠].

  وأخرج المرشد بالله مرفوعاً عن أبي أمامة: «إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: ألا من أبرأ الله من ذنبه وألزمه نفسه فليدخل الجنة مغفوراً له».

  وفي الإرشاد الهادي ما لفظه: وقد ورد ذم القدرية شرعاً، من ذلك ما روي عن أبي هريرة وابن عمر وجابر عن رسول لله ÷ أنه قال: «القدرية مجوس هذه الأمة، إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم ولا تصلوا عليهم، وإن لقيتموهم فلا تسلموا عليهم؛ فإنهم شيعة الدجال، وحق على الله أن يلحقهم به».

  وروي عنه ÷ أنه قال: «صنفان من أمتي ليس لهم في الإسلام سهم: المرجئة والقدرية».

  وعن أنس أنه قال ÷: «مجوس العرب وإن صاموا وصلوا القدرية».

  وعن ابن عمر، عن النبي ÷ أنه قال: «لا تجالسوا أهل القدر، ولا تفاتحوهم الكلام».

  وعن أمير المؤمنين # أنه لما انصرف من صفين قام إليه شيخ فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرنا عن سيرنا إلى الشام أكان بقضاء الله وقدره؟ فقال #: (والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما قطعنا وادياً، ولا علونا تلعة، ولا وطئنا موطئاً إلا بقضاء من الله وقدر)، فقال الشيخ: عند الله أحتسب عنائي ومسيري، والله