[الصحابة والقول في عدالتهم]
  أمير المؤمنين # عَلَمَ الإيمان، ومنارَ الهدى، والحجةَ على هذه الأمة بعد نبيها ÷، وجعل محبتَهُ إيمانًا وبغضَهُ نفاقًا، ومحبتَهُ محبةً لرسول الله ÷، وبغضَهُ بغضًا له، وسبَّهُ سبًا له، وحربَهُ حربًا له، وجعلَهُ بمنزلةِ رأسِهِ مِن جسده، ووردت التفاسير بأنه نفس رسول الله ÷ في آية المباهلة، فما حكمُ مَن حَارَبَ رسولَ الله وبَغَضَهُ وَسَبَّهُ؟ وكذلك جعَلَهُ منه بمنزلة هارون من موسى @، فما حكمُ مَن حارب موسى وهارون أو سَبَّهما أو بَغَضَهما؟ وجَعَلَ ÷ الحقَّ مع علي وعليًّا مع الحقِّ حيثما دار دار معه، وجعلَهُ مع القرآن والقرآن معه، فما حكمُ مَن خالف الحق وخالفَ القرآن؟ فماذا بعد الحق إلا الضلال، وما في مخالفة القرآن إلا الكفر والخبال، وهذا مع ما لأمير المؤمنين # من الدخول في عموم الآياتِ والأحاديثِ القاضية بوجوب متابعة أهل البيت $ والثناء عليهم، وتطهيرهم من الرجس، ونجاة من تابعهم، وهلاك من خالفهم، كقوله ÷: «أهل بيتي كسفينة نوح، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى»، وفي رواية: «هلك»، وفي رواية: «زج في النار»، وأحاديثِ: «إني تارك فيكم الثِّقْلَين»، فإن أنكرَ المخالفُ التلازمَ واستواءَ الحكم بين محاربة رسول الله ÷ وسَبِّهِ وبغضِهِ وبين محاربة أمير المؤمنين # وسَبِّه وبغضِهِ، وأنكرَ أنَّ محبتَهُ إيمانٌ وبغضَهُ نفاقٌ، وأنه من رسول الله ÷ بمنزلةِ هارون من موسى، وبمنزلةِ رأسِهِ من جسده، وبمنزلةِ نفسِهِ، وأنكرَ أنَّ الحقَّ والقرآنَ معه، مع علمه ونقله وروايته لهذه الأحاديث - كان مشاققًا لله تعالى ولرسوله ÷، حيث صار يَحكمُ لمن حاربه وسبه وبغضه بِنقيضِ ما قضت به الآيات والأحاديث المذكورة، وإنْ أَنْكَرَ صحتَها وورودَها عن رسول الله ÷ فَقَدْ بَاهَتَ في رده المتواتر الذي أطبق على روايته الموالف والمخالف، وإنْ أَنْكَرَ دلالتها على ما ذكرنا من الأحكام التي ثبتت لأمير المؤمنين # من أنَّ حربَهُ حربٌ لرسول الله ÷، وسبَّهُ سبُّهُ، وبغضَهُ بغضُهُ،