الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[فصل:] في البلاء والآلام وما يتصل بذلك

صفحة 514 - الجزء 1

  العوض عقلاً بقوله: (ليخرج بذلك عن كونه ظلماً)؛ لأنه مهما كان ذلك الألم عارياً عن العوض للمؤلم كان إذاً ظلماً، (وقد ورد ذلك) أي: ما يدل على ثبوت العوض، ويمكن عوده إلى الأمرين معاً، أي: ما يدل على الاعتبار والعوض (في السُنَة كثير، والغَرَض الاختصار). من ذلك ما أخرجه الترمذي عن جابر مرفوعاً، والمرشد بالله والبغوي وأبو نعيم والطبراني عن ابن مسعود موقوفاً: «وَدَّ أهل البلايا يوم القيامة حين يعاينون الثواب أن جلودهم كانت تقرض بالمقاريض». ذكره شيخنا ¦ في سمطه، وهو في أمالي المرشد بالله # بهذا اللفظ، ذكره شيخنا أيضاً في حاشيته على المتن بلفظ: «يتمنى أهل البلايا أن لو قرضت أجسادهم بالمقاريض لما يرون من كثرة الثواب»، ولم يعز هذا اللفظ إلى أحد خرجه، ولعله رواه بالمعنى، كما يفهم من قوله بعده: أو كما قال، ونحوه في أمالي المرشد بالله وغيرها. انتهى كلامه ¦.

  وأخرج المرشد بالله والطبراني عن ابن عباس ® مرفوعاً: «من أصيب بمصيبة في جسده فكتمها فلم يشكها إلى الناس كان حقاً على الله أن يغفر له». وأخرج المرشد بالله ومالك والبخاري عن أبي هريرة مرفوعاً: «من يرد الله به خيراً يُصِبْ منه».

  وأخرج الإمام الناطق بالحق أبو طالب # وأبو داود عنه ÷: «إن المؤمن إذا مرض ثم عوفي كان كفارة لما مضى من ذنوبه وموعظة فيما يستقبل، وإن المنافق إذا مرض ثم عوفي كان كالبعير عقله أهله فلم يدر لم عقلوه ولم أرسلوه». وهذا الحديث كما يدل على ثبوت العوض فهو يدل على ثبوت الاعتبار.

  وأخرج البخاري عنه ÷: «إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمل صحيحاً مقيماً».

  وأخرج المرشد بالله والطبراني عن أبي أمامة مرفوعاً: «إن المسلم إذا مرض