[فصل:] في البلاء والآلام وما يتصل بذلك
  أوحى الله إلى ملائكته فيقول: يا ملائكتي إني قد قيدت عبدي بقيد من قيودي، فإن قبضته أغفر له، وإن عافيته فجسد مغفور لا ذنب له».
  وقال ÷: «إن الله إذا أنزل بعبده ألماً أوحى إلى حافظيه أن اكتبا لعبدي أفضل ما كان يعمل في حال صحته ما دام في وثاقي، فإذا أبل(١) من علته خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه». نقله شيخنا ¦ ولم يذكر مخرجه، لكن حكاه عن المنصور بالله # مرسلاً.
  وأخرج المرشد بالله والقاضي في أماليه: «يقول الله ø: إن من عبادي المؤمنين لمن لا يُصلح إيمانه إلا السقم، ولو أصححته لأفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا الصحة، ولو أسقمته لأفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا الفقر، ولو أغنيته لأفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا الغنى، ولو أفقرته لأفسده ذلك، إني أدبرهم بعلمي».
  وأخرج المرشد بالله ومسدد والبخاري عن عائشة مرفوعاً: «ما يصيب المؤمن من شيء إلا كان له أجر وكفارة حتى الشوكة والنكبة».
  وأخرج المرشد بالله عنها: «ما من مؤمن يشاك شوكة فما فوقها إلا حُط عنه خطيئة ورفع له درجة». وأخرج المرشد بالله وأبو الشيخ: «إن أعظم البلاء مع أعظم الجزاء، وإن الله ø إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط».
  وأخرج البخاري وأبو داود عن أم العلاء: زارني رسول الله ÷ وأنا مريضة فقال: «أبشري يا أم العلاء، فإن مرض المؤمن يذهب به الله خطاياه كما تذهب النار خَبَث الذهب والفضة».
(١) أي: برئ وشفي. (منه ¦).