الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[هل يصح أن يتقدم اللطف على الملطوف فيه وأن يكون من فعل غير الله]

صفحة 549 - الجزء 1

  الأظهر الجواز؛ إذ لا مانع عقلاً ولا شرعاً من أن يدعو المكلف بأن يقول: اللهم وفقني لكل ما يرضيك، واعصمني عن جميع معاصيك. بل هو من أجل الأدعية التي وردت عن الرسول ÷ التي علمها أمته.

  لا يقال: يلزم على ذلك جواز الدعاء بأن يجعله الله تعالى في مرتبة الملائكة والأنبياء $، والإجماع منعقد على أنه لا أحد في مرتبتهم.

  لأنا نقول: إن على الملائكة والأنبياء $ تكاليف ولهم فضائل أعمال لم يوجد مثلها في حق غيرهم، ولهم من رفع الدرجات والتقريب من ذي العزة ما لا يجوز مثله في غيرهم، ولا أحد يفضلهم ولا يساويهم في الفضل، فالإجماع منعقد على أن ليس لأحد مرتبتهم ولا أفضليتهم؛ فلا يجوز الدعاء بذلك، فأما دعاء المكلف بأن يوفقه الله لكل ما يرضيه منه ويعصمه عن كل ما نهاه عنه فأمر وراء ذلك، والله أعلم.