الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[الفرق بين النبي والرسول]

صفحة 566 - الجزء 1

[الفرق بين النبي والرسول]:

  مسألة: قال القاسم والهادي والإمام وشارح الأساس وغيرهم من أئمتنا $ وبعض الزيدية والمعتزلة والأشعرية: والنبي أعم من الرسول؛ لأن النبي من أوحي إليه بشرع، أُمر بتبليغه أم لا، والرسول من أُمر بالتبليغ. وقال الإمام المهدي # وبعض الزيدية وبعض المعتزلة كالبلخي: بل هما مترادفان، فكل رسول نبي، وكل نبي رسول. واستدل أهل القول الأول بقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ(⁣١)}⁣[الحج ٥٢]، وبالخبر المروي عنه ÷ أنه سئل عن الأنبياء فقال: «مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً»، قيل: فكم الرسل منها؟ فقال: «ثلاث مائة وثلاثة عشر». ذكره في شرح الأساس عن الإمام المهدي # في الغايات.

  قال شيخنا ¦: الخبر حجة في الفرق، والآية لا تدل لقوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا}، فالرسول⁣(⁣٢) فيها نبي.

  قلت: ويمكن أن يقال: حذف عامل المعطوف اختصاراً أو استكفاءً بما يظهر من تقديره، وأن التقدير: وما أرسلنا من رسول ولا أنبأنا من نبي، غير أن ذلك مجرد احتمال ولا يصح به الاستدلال فيما المطلوب فيه الاعتقاد دون الأعمال. وعلى الترادف لم يظهر وجه للعطف حيث يصير التقدير: وما أرسلنا من رسول ولا أرسلنا من نبي، بخلاف التقدير المذكور، والله أعلم.

[هل يصح أن يكون النبي نبياً في المهد]:

  مسألة: قال الإمام المهدي، وهو ظاهر كلام القاسم، وهو قول البصرية: ويصح أن يكون النبي نبياً في المهد.


(١) بالعطف المقتضي للتغاير. (من شرح الكافل للطبري).

(٢) قال الطبري: قلت: ويضعف احتجاج الأول بالآية صدرها.