[الفرق بين المعجز والسحر]
  قبيلة تُسَمَّى: بني هاشم) وهذا في الحقيقة لم يكن من أركان الدليل وأصوله التي لا صحة للدليل إلا باعتبارها، وإنما ذكره # ليوضح به ويبين أصل هذا النبي الكريم، ومحتد هذا الرسول الفخيم ÷، وكذلك قوله: (وأنه كان فيهم رجل اسمه محمد بن عبد الله) بن عبد المطلب بن هاشم، فإنما هو لبيان ذاته الشريفة المحكوم لها بالنبوة، وإنما الاعتماد في الدلالة هي الأصول المذكورة بعد هذه الجملة:
  الأول قوله: (و) أن (المعلوم ضرورة) بالتواتر حسبما ذكر (أنه) أي: محمداً(١) ÷، ويصح أن يكون الضمير للشأن (ادعى النبوة)، وهذا هو الأصل الأول من أصول الدليل على هذه المسألة.
  والأصل الثاني قوله: (وأنه جاء بالقرآن بعد ادعائه النبوة) المراد بالبعدية: الترتيب الذهني؛ إذ لا يمتنع أنه ÷ تلا على أحد من المؤمنين أو الكافرين شيئاً من القرآن ثم قال: إني رسول الله إليكم.
  والأصل الثالث قوله: (وأنه) أي: القرآن (مشتمل على آيات التحدي) مأخوذ من الحادي، وهو إنشاد الكلام المزعج والمحرك للإبل على السير الحثيث حتى يعرف بذلك القوي منها من الضعيف، ويتبين عجزه عن مثل سير القوي، ثم استعمل في طلب الإتيان بمثل الكلام المحتج به على الغير ليتبين عجزه أو اقتداره.
  والأصل الرابع قوله: (وأنه كان يتلوها على المشركين) في المجامع والمحافل، بل كان ÷ يأتي الواحد منهم والاثنين إلى مكانه فيتلو عليه ذلك، (و) الحال أنهم كانوا (هم النهاية في الفصاحة) وهي المَلَكَة في النفس والاقتدار على التعبير عن المراد من الكلام، وإيراده على مطابقة الحال، وسلامته عن التعقيد والغرابة ومخالفة القياس وتنافر الحروف.
(١) في الأصل: محمد.