الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[الفرق بين المعجز والسحر]

صفحة 575 - الجزء 1

  كذلك لكن المشقة عليهم في تركه ÷ على هذه الدعوى التي لأجلها صار ÷ يسب آلهتهم ويعيب دينهم ويدعوهم إلى الخروج منه، فالدواعي معهم متوفرة إلى ما فيه إفحامه وإبطال دعواه ÷، وهو غرض باعث جداً على المعارضة لو أمكنت، فلما لم تحصل المعارضة إذ ذاك لم يتمكنوا من قتله ÷ حيث قد عصمه الله تعالى من الناس، وقضت حكمته ø بوجوب حفظه ومنع الناس عنه إلى أن يكمل تبليغ ما بعث به - علمنا عجزهم قطعاً. وأما أن المحاربة وقعت مع ظنهم الغلبة فقد كان أول حرب بينهم وبينه ÷ وقعة بدر، وفيها كانت نكايتهم وقتل صناديدهم وفَتَّ عضدهم، ثم كانت الوقعات بينهم وبينه ÷ سِجَالاً، فلو أمكنهم المعارضة بعد تلك النكايات والمخاوف الشديدة لما عدلوا عنها قطعاً، وحينئذ فما وقع منهم من محاربته (التي) كانت بينهم وبينه ÷ (لا تدل على بطلان دعواه، فدل ذلك) الإشارة إلى جميع ما سبق من الأصول الستة المذكورة، وما ينبني عليه السادس من تصحيحه بما ذكر (على كونه) أي: القرآن (معجزاً). وما أحسن وألذ الاستشهاد في هذا الموضع بما ذكره السيد الإمام الهادي بن إبراهيم الوزير | في منظومته الخلاصة في هذه المسألة، حيث يقول، ولله دره #:

  وقلنا ابنَ عبدِ اللهِ أعني محمداً ... نبي حَبَاه اللهُ بالفتحِ والنصرِ

  أتى بدليلٍ أعجزَ الخلق عن يدٍ ... ونَاظَرَ أبناءَ الفصاحةِ من مُضَرِ

  كتابٌ عزيزٌ محكمُ الآي صادعٌ ... بأنواره الحسنى وآياته الزُّهْرِ

  تحدى به مَن عارض الحقّ منهمُ ... فمالوا إلى قولِ الكهانةِ والسحرِ

  وقالوا: افتراه، قال: هاتوا نظيرَه ... سواء علينا المفترى فيه والمفْرِي

  فحادوا إلى السيفِ الذي كان قَتْلُهُمْ ... به يومَ بدرٍ سَلْ عن السيفِ في بدر

  وقول الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة # في منظومته الرسالة الناصحة للإخوان في هذه المسألة، ولله دره: