وجوب طاعة ونصرة الإمام:
  ومنها: ما هو بمنزل المندوب.
  ومنها: ما هو بمنزلة المباح.
  ومنها: ما هو بمنزلة المكروه.
  ومنها: ما هو محرم.
  وقد أدرج العلماء رحمهم الله تعالى ما كان أصلاً من هذه المسائل لغيره من سائر المسائل وأحكام الشريعة أو كان فرض عين في مسائل علم الكلام وأصول الدين التي لا يعذر بجهلها أحد؛ لمشابهتها لسائر مسائل أصول الدين في أنه لا يعذر بجهلها أحد وأن الحق فيها مع واحد، وأن المخالف فيها آثم على الجملة، وما عدا ذلك من سائر المسائل المتعلقة بالإمامة فقد ذكروه في علم الفروع، ووضعوا لذلك كتاب السير.
  وقد ذكر المؤلف # في هذا المختصر ما يجب على المكلف معرفته لكونه أصلاً حسبما ذكرنا، وبدأ بالمسألة المذكورة في أول الضرب الثاني، وهي مسألة تعيين الإمام عقيب وفاة الرسول ÷؛ لأنها أصل ومرجع لأكثر مسائل الإمامة، وعليها تدور رحى السياسة والزعامة، وبها يعرف كيفية سير الأئمة بعده إلى يوم القيامة. أول الأئمة بعد رسول الله ÷ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # فقال #: (فإن قيل) لك: (فمن أول الأئمة وأولى الأمة بعد رسول الله ÷؟ فقل: ذاك أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب #) وهذا مذهب العترة $ وأتباعهم الزيدية، وهو قول الإمامية والباطنية.
  وقالت المعتزلة والأشعرية وغيرهم من سائر الفرق: بل الإمام بعده ÷ أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم اتفقت الأمة على إمامة علي # بعد عثمان، إلا ما كان من خلاف الفئة الباغية فلا يعتد به؛ إذ قد صح أنهم دعاة إلى النار، وكذلك مخالفة الخوارج وأهل الجمل له # فلا يعتد بها لأنهم قد سلموا له أنه