[مقدمة في الإمامة ينبغي معرفتها]
  صحة ولاية الكفار والظلمة والمتغلبين على أموال اليتامى وغيرهم، ويلزم صحة إمامة المتعارضين المتقاتلين وتصويب كل منهما، وجميع ذلك باطل بلا مرية ولا شبهة، فكذلك كل ما أدى إليه، وهو مجرد انتصاب الشخص للإمامة بلا دليل شرعي على صحة إمامته وحقية زعامته، وقد انتصب في هذه الأمة عقيب وفاة الرسول ÷ أبو بكر بن أبي قحافة، واسم أبي بكر: عبد الله ويسمى عتيقاً التيمي، نسبة إلى تيم بن مرة، واسم أبي قحافة: عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، يلتقي نسبه بنسب رسول الله ÷ عند مرة بن كعب؛ لأنه ÷ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب.
  ثم لما مات أبو بكر انتصب بعده عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رباح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب، يلتقي نسبه بنسب رسول الله ÷ عند كعب بن لؤي، فكان نسبه أبعد من نسب أبي بكر إلى رسول الله ÷.
  ثم لما قتل عمر وكنيته أبو حفص العدوي، نسبة إلى عدي بن كعب انتصب بعده عثمان بن عفان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، يلتقي نسبه بنسب رسول الله ÷ عند عبد مناف بن قصي، فكان نسبه أقرب من نسب أبي بكر وعمر إلى رسول الله ÷ وأمير المؤمنين # هو: علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، فكان نسبه إلى رسول الله ÷ أقرب من الجميع؛ لأنه ابن عمه، بل أخوه وصنوه وأقرب الناس إليه. ثم إن غالباً هو ابن فهر بن مالك بن النضر، وهو: «قريش» الذي جعله المعتزلة والأشعرية ونحوهم منصب الخلافة ومعدن الرئاسة، ولا وجه لذلك يناسب جعل الخلافة في ذريته إلا القرب من رسول الله ÷ الذي شرفت قريش بشرفه ÷، ولم يشرف هو ÷ بشرف قريش، فهو ÷ أشرف الثقلين وسيد الكونين، فيكون