الأدلة على أن الإمام عقيب وفاة رسول الله ÷ هو علي بن أبي طالب # بلا فصل:
  مدعي النص الخفي - فلا تتوقف صحة دلالتهما لإمامة أبي بكر على فقد النص على غيره؛ إذ يمكن النص على أبي بكر وعلى غيره على سبيل الترتيب بينهما، لكن النص على إمامة(١) أبي بكر لا تتم دلالته حتى تكون أظهر وأصح وأقوى وأرجح من النص الوارد في غيره؛ بأن يكون نقلته أكثر ولفظه صريحاً أو أظهر من المقابل له في غيره في الدلالة على المطلوب.
الأدلة على أن الإمام عقيب وفاة رسول الله ÷ هو علي بن أبي طالب # بلا فصل:
  وأما أمير المؤمنين # فالقائلون بإمامته عقيب وفاة الرسول ÷ لا يختلفون أن المثبت لإمامته هو النص وإن اختلفوا هل هو جلي أو خفي، فاختلافهم هاهنا لا يقدح فيه كما قدح الاختلاف في النص المدعى على إمامة أبي بكر هل جلي أم خفي، لأن القائلين بالنص في أبي بكر اختلفوا في ذاته وعينه ما هو، هل هو من قبيل الأقوال أو من قبيل الأفعال، وهو تقديمه للصلاة، فالقائل بأحدهما لم يكن قائلاً بالآخر، بخلاف المختلفين في النص على أمير المؤمنين # فلم يختلفوا في ذات النص وعينه، بل اتفقوا على وجوده وتعيينه، بل وافقهم على ثبوت لفظه الأمة، وإنما اختلفوا في صفته وهي دلالته على المطلوب هل يحتاج إلى تأمل ونظر فهو الخفي، أم لا فهو الجلي، أم ليس فيها دلالة على إمامته أصلاً كما يقوله مخالفوهم من سائر الأمة، مع أن الذات والعين الموصوفة بالجلاء هي الموصوفة بالخفاء أو عدم الدلالة، وإنما وصفت بالجلاء أو الخفاء أو عدم الدلالة باختلاف النظر فيها، وهذا واضح لمن تأمل.
  فهذه الجملة ينبني على معرفتها العلم بكيفية توجيه الاستدلال على إمامة
(١) لفظ: «إمامة» غير موجود في (أ).