فضائل الإمام علي #:
  وعملاً، وكذلك دعوى النص الخفي كان يجب ظهور ذلك النص وإن كان خفياً كظهور خبر المنزلة، على أن التقديم للصلاة لو سلمناه هو من قبيل الأفعال، وليست توصف بالنص لا الجلي ولا الخفي، وإنما توصف بذلك الأقوال فقط.
  وبعد، فلا يسلم لهم أن رسول الله ÷ أمر أبا بكر أن يصلي بالناس، قال في الأساس: ففي الرواية الصحيحة أن النبي ÷ لم يأمره وإنما أمرته عائشة، روى العنسي في المحجة البيضاء عن زيد بن علي @ أنه سئل عن صلاة أبي بكر بالناس في مرض النبي ÷ فقال: ما أمر النبي ÷ أبا بكر أن يصلي بالناس. وقد بسط الكلام على ذلك في شرح الأساس، وفي كتاب الكاشف للناس للشيخ أحمد بن محمد بن الحسن الرصاص بما فيه كفاية، وذكره الإمام المهدي # في غرر الفرائد وقال: إن الآمر بذلك عائشة.
  قلت: قد اتفقت روايات أئمتنا $ كما ذكره في شرح الأساس عن صاحب المحيط بإسناده إلى عبد الله الكامل بن الحسن بن الحسن بن علي $ في خبر الوفاة بطوله، ورواية البخاري ومسلم بإسنادهما إلى عائشة: أنه لما ثقل رسول الله ÷ في مرضه جاء بلال يؤذنه بالصلاة، ثم اختلفت الرواية ماذا قاله ÷ عند أن آذنه بلال بالصلاة؟ ففي رواية أئمتنا $ أنه قال: قد بلغت يا بلال فمن شاء فليصل. فخرج بلال ثم عاد الثانية والثالثة كذلك، وكان رأس رسول الله ÷ في حجر علي #، والفضل بن العباس بين يديه يروحه، وأسامة بن زيد بالباب يحجب عنه زحمة الناس، ونساء النبي ÷ في ناحية من البيت يبكين، فقال ÷: اعزبن عني يا صويحبات يوسف، فلما رجع بلال ولم يقم رسول الله ÷ تبعته عائشة بنت أبي بكر وقالت: يا بلال، مر أبا بكر فليصل بالناس، وفي رواية البخاري ومسلم أنه قال: مروا أبا بكر فليصل بالناس. قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله، إن أبا بكر رجل أسيف، وإنه متى يقوم مقامك لا يُسمِع الناس، فلو أمرت عمر، فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس، قالت: فقلت