[كيف كانت بيعة علي بن أبي طالب # لأبي بكر]
  فقال أبو بكر لقنفذ - وهو مولى له -: اذهب فادع لي عليًّا، قال: فذهب إلى علي # فقال: ما حاجتك؟ قال: يدعوك خليفة رسول الله ÷، فقال علي #: لسريع ما كذبتم على رسول الله ÷، فرجع فأبلغ الرسالة، قال: فبكى أبو بكر طويلاً، فقال عمر الثانية: أن لا تمهل هذا المتخلف عنك بالبيعة، فقال أبو بكر لقنفذ: عد إليه فقل له: أمير المؤمنين يدعوك لتبايع، فجاءه قنفذ فأدى ما أمر به، فرفع علي صوته وقال: سبحان الله لقد ادعى ما ليس له، فرجع قنفذ فأبلغ الرسالة، فبكى أبو بكر طويلاً، ثم قام عمر فمشى معه حتى أتوا باب فاطمة &، فدقوا الباب، فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: يا أبت، يا رسول الله، ما لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة، فلما سمع القوم صوتها وبكاءها انصرفوا باكين وقلوبهم تتصدع وأكبادهم تتفطر، وبقي عمر ومعه قوم فأخرجوا علياً فمضوا به إلى أبي بكر، فقالوا له: بايع، فقال: إن لم أفعل فمه؟ قالوا: إذاً والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك، فقال #: إذاً تقتلون عبد الله وأخا رسول الله، فقال عمر: أما عبد الله فنعم، وأما أخو رسول الله ÷ فلا، وأبو بكر ساكت لا يتكلم، فقال له عمر: ألا تأمر فيه بأمرك، فقال: لا أكرهه على شيء ما كانت فاطمة إلى جنبه، فلحق علي # بقبر رسول الله ÷ يصيح ويبكي وينادي ويقول: يا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلوني، فقال عمر لأبي بكر: انطلق بنا إلى فاطمة فإنا قد أغضبناها، فانطلقا جميعاً فاستأذنا على فاطمة فلم تأذن لهما، فأتيا علياً فكلماه فأدخلهما عليها، فلما قعدا عندها حولت وجهها إلى الحائط، فسلما عليها فلم ترد @، فتكلم أبو بكر فقال: يا حبيبة رسول الله ÷ إن قرابة رسول الله أحب إلي من قرابتي، وإنك لأحب إلي من عائشة ابنتي، ولوددت يوم مات أبوك أني مت ولا أبقى بعده، أفتريني أعرفك وأعرف فضلك وشرفك وأمنعك حقك وميراثك من رسول الله ÷، إلا أني سمعت أباك رسول الله ÷ يقول: «لا نُوْرَثْ ما