الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[بقية الباب الثالث]

صفحة 198 - الجزء 2

  قلت: وقد جمعهم قول الشاعر:

  عليٌّ والثلاثةُ وابن عوفٍ ... وسعدٌ منهمُ وكذا سعيدُ

  كذاكَ أبو عبيدةَ فهو منهمْ ... وطلحةُ والزبيرُ ولا مزيدُ

  وجمع الستة الذين تخلفوا عن أمير المؤمنين # قول سيدي العلامة شرف الإسلام الحسين بن أحمد زبارة ¦:

  هاك الذين أبوا عن بيعة سفهاً ... لسيد الآل حَقَّاً بعدَ خير مُضَرْ

  أسامة وسعيدٌ وابن مسلمة ... زيدٌ وسعدٌ وعبدُ اللهِ نجلٌ عمرْ

  قال #: وهذا الخبر يعني خبر تبشير العشرة المذكورين بالجنة مقطوع بكذبه عند أئمة أهل البيت $؛ لأنه لا يجوز أن يخبر الله ورسوله بأن فلاناً من أهل الجنة إلا أن يكون معصوماً كالأنبياء $ وأهل الكساء $؛ لما في ذلك من الإغراء بالمعصية في حق غير المعصومين، ولا خلاف أن هؤلاء العشرة غير علي # ليسوا بمعصومين.

  قلت: وقد اعترض بأنه قد بشر ÷ بالجنة من ليس بمعصوم كخديجة أم المؤمنين &، وكخبر «اشتاقت الجنة إلى أربعة: علي وعمار وأبو ذر والمقداد»، والخبر الذي ورد في الحسن والحسين وفيه: «وعمهما في الجنة، وخالهما في الجنة، وخالتهما في الجنة» فالأولى أن يقال: ولا يجوز أن يخبر الله ورسوله بأن فلاناً في الجنة ممن علم أنه سيعصي بعد التبشير؛ لما في ذلك من الإغراء، ولا أحد من التسعة المذكورين إلا وقد علم الله تعالى منه أنه سيعصي بعد مفارقة الرسول ÷، أما الثلاثة فبتقدمهم على الوصي، وأما عبد الرحمن بن عوف فبتقديمه عثمان على الوصي # يوم الشورى، وأما سعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد فلأنهما من الستة الذين تخلفوا عن بيعة أمير المؤمنين #.

  قال #: قال أبو مخنف في كتاب وقعة الجمل: إن علياً # قال: إن صاحبة الجمل لتعلم، وأولوا العلم من أصحاب محمد ÷ أن أصحاب الجمل